علاوة المخاطر ترفع أسعار النفط بعد استهداف إسرائيل قادة حماس في قطر

ارتفعت أسعار النفط وسط تقييم المتعاملين ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية في قطر، والتي صعّدت الصراع في الشرق الأوسط، وهو مصدر نحو ثلث الإمدادات العالمية، قد تهدد تدفقات الخام من المنطقة.

صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.6% مقترباً من مستوى 63 دولاراً للبرميل بعد أن شنّت القوات الإسرائيلية ضربة في الدوحة استهدفت قادة حركة حماس، التي صنفتها الولايات المتحدة وأوروبا جماعة إرهابية. وأوردت قناة “الجزيرة” أن القادة المستهدفين بالهجوم، ومن بينهم خليل الحية، نجوا.

علاوة المخاطر الجيوسياسية في سوق النفط

وتُعد الضربة أول هجوم إسرائيلي في الدوحة منذ بداية الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين والذي هزّ أسواق النفط العالمية. وقد تعرقل الضربة جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وحماس، وهو ما كان سيُبدد ما تبقى من علاوة المخاطر في أسعار الخام. وقالت إسرائيل إنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن الهجوم، وإنه كان “عملية مستقلة تماماً”.

إسرائيل تستهدف قطر: نجاة قادة حماس.. العالم يدين والأسواق تترقب

عزّزت قطر دورها كوسيط دولي خلال الصراع بين إسرائيل وحماس، حيث ساعدت في مرحلة ما على التوسط لوقف إطلاق نار قصير الأمد بين الطرفين. لكنها واجهت أيضاً انتقادات من القيادة الإسرائيلية والأميركية بسبب استضافتها المكتب السياسي لحماس.

قالت كارين يونغ، الباحثة البارزة في “مركز سياسة الطاقة العالمية” بجامعة كولومبيا، إن رد الفعل المحدود لأسعار النفط على الصراع المسلح بين إسرائيل وإيران في يونيو يُعد بمثابة مؤشر على أن صعود الأسعار يوم الثلاثاء لن يستمر.

وأضافت: “لقد فصلنا بالفعل بين مخاطر الصراع الإقليمي وأسعار النفط، ما لم يحدث تصعيد يستهدف بشكل مباشر البنية التحتية أو حركة النفط”. لكنها شددت على أن “هذا سيكون له تداعيات طويلة الأجل على قدرة إسرائيل على الحصول على شركاء إقليميين، لا سيما في صفقات الطاقة”.

وعلى صعيد آخر، تواصل أوكرانيا هجماتها العسكرية ضد البنية التحتية للطاقة الروسية، حيث استهدفت بطائرات مسيّرة جزءاً من خط أنابيب “كويبيشيف-ليسيتشانسك” الليلة الماضية. وبدأت هجمات كييف بالطائرات المسيرة تؤثر على الصناعة الروسية، إذ أفاد الكرملين بانخفاض معدلات تشغيل المصافي في سبتمبر نتيجة لهذه الهجمات.

حوّل المتعاملون أنظارهم خلال الجلسة لفترة وجيزة بعيداً عن خطط “أوبك” لإعادة الإنتاج المتوقف بوتيرة أسرع من المخطط لها سابقاً، وهي الخطط التي عززت توقعات بحدوث تخمة “تُعد بدأت بالفعل” وفقاً لبعض التقديرات. وانخفض الخام بنحو 12% هذا العام، وتراوح سعره بين 62 و66 دولاراً معظم الشهر الماضي.

إدارة معلومات الطاقة: فائض النفط العالمي بدأ بالفعل مع ارتفاع المخزونات

أسعار النفط بدأت ارتفاعها يوم الثلاثاء قبل الضربة الإسرائيلية، متتبعة صعود الأسهم وسط تزايد التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض تكاليف الاقتراض. لكن الأسهم الأميركية قلّصت مكاسبها لاحقاً.

وقال بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع في “تي دي سيكيوريتيز”: “نتوقع أن يهبط سعر خام غرب تكساس إلى منطقة أواخر الخمسييات في الأشهر المقبلة إذا تراجع الإقبال على المخاطرة وارتفع إنتاج النفط الصخري بشكل مفاجئ”.