اخر الاخبار

أكبر سد في أفريقيا يبدأ توليد الكهرباء لإثيوبيا رغم خلافها مع مصر

تعتزم إثيوبيا تدشين أكبر سد كهرومائي في أفريقيا الثلاثاء، في إنجاز هندسي ضخم يهدف إلى تزويد المنازل والصناعات في شرق القارة بالكهرباء، فيما يعمّق نزاعاً مستمراً منذ سنوات مع مصر والسودان حول تدفقات نهر النيل.

تقول ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان إن “سد النهضة الإثيوبي” المشيّد على أحد الروافد الرئيسية للنيل في إقليم بني شنقول-قمز الغربي، سيسهم في معالجة أزمة نقص الطاقة المزمنة ودعم قطاع التصنيع.

لكن دولتي المصب، مصر والسودان، ترفضان تشغيل السد من دون التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن إدارة مياه النيل، الذي يُعد المصدر الأساسي للمياه العذبة لأكثر من 100 مليون نسمة.

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي: “السد يمثل نهاية قصة الاحتياج، ويتيح لإثيوبيا تحقيق الازدهار في أقصر وقت ممكن”.

اقرأ أيضاً: رئيس وزراء إثيوبيا يطلق عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة

أهمية السد لإثيوبيا

يمثل السد مصدر فخر وطني لإثيوبيا؛ إذ لم يكن كثيرون في الدولة الحبيسة، التي تعاني الفقر الواسع ونزوح أعداد كبيرة من السكان بعد سنوات من النزاعات المحلية، يتوقعون قدرتها على بناء أكبر سد في أفريقيا.

بلغت تكلفة المشروع نحو 4.8 مليار دولار، واستغرق إنجازه 14 عاماً، وتم تمويله في البداية عبر سندات اشترتها الجالية الإثيوبية الواسعة حول العالم، لكنه لم يخلُ من التحديات.

ذكرت صحيفة “ريبورتر” نقلاً عن وزير المياه والطاقة حبتمو إيتيفا الأسبوع الماضي أن 15 ألف شخص على الأقل لقوا حتفهم خلال بناء السد.

يشكل إنجازه إنهاءً لمعاهدات الحقبة الاستعمارية التي لم تكن إثيوبيا طرفاً فيها، والتي منحت مصر السيطرة على إدارة مياه النيل.

التقى وزيرا الري والمياه في مصر والسودان الأسبوع الماضي في القاهرة، حيث أكدت الدولتان أن بناء السد يخالف القانون الدولي، ويهدد بإحداث أضرار جسيمة في دولتي المصب. وقد واجه السودان بالفعل عدة مفاجآت نتيجة قرارات أحادية من إثيوبيا بملء خزان السد أو إطلاق المياه.

اقرأ المزيد: مصر والسودان يرفضان التحركات الأحادية في حوض النيل: أمننا المائي لا يتجزأ 

السد يهدد استقرار حوض النيل

قالت مصر والسودان في بيان مشترك إن السد “يمثل تهديداً مستمراً لاستقرار الوضع في حوض النيل الشرقي وفقاً للقانون الدولي”، مشيرةً إلى وجود “مخاوف تتعلق بسلامة السد، وإطلاق المياه بشكل غير منضبط، وكيفية التعامل في سنوات الجفاف الشديد”.

فشلت سنوات من المفاوضات المتقطعة بشأن إدارة مياه النيل مع وجود سد النهضة في التوصل إلى اتفاق، رغم جهود الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والبنك الدولي لتقديم الخبرات الفنية وصياغة وثيقة تتيح لإثيوبيا توليد الكهرباء مع الحفاظ على حقوق محددة للسودان ومصر في فترات الجفاف.

يولد سد النهضة حالياً 3400 ميغاواط، ومن المتوقع أن تصل قدرته الكاملة إلى 5150 ميغاواط بعد حفل التدشين الثلاثاء. وتستهدف إثيوبيا تحقيق إيرادات قدرها 427 مليون دولار من صادرات الكهرباء خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في يوليو.

تشمل هذه الإيرادات 83 مليون دولار من صادرات الكهرباء إلى كينيا، و30 مليون دولار إلى جيبوتي، و24 مليون دولار إلى تنزانيا، و290 مليون دولار من شركات تعدين البيانات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *