اخر الاخبار

إيرادات الجيل الخامس في المغرب مرشحة لتحقيق 6 مليارات دولار

يتوقع أن يُحقق الجيل الخامس للاتصالات في المغرب إيرادات تتراوح بين 4 إلى 6 مليارات دولار بنهاية العقد الجاري، بينما تستعد شركات الاتصالات في المملكة لإطلاق الخدمة قبل نهاية العام.

“إطلاق الجيل الخامس ابتداءً من نوفمبر المقبل سيدخل قطاع الاتصالات المغربي لمرحلة تحول جذري بالتزامن مع تنظيم كأس أفريقيا للأمم”، بحسب مذكرة لشركة الأبحاث المغربية “BMCE Capital Global Research” التابعة لبنك أفريقيا، ثالث أكبر المصارف في المملكة.

باع المغرب في يوليو الماضي رخص استغلال شبكات الجيل الخامس للشركات الثلاثة العاملة في البلاد مقابل 2.1 مليار درهم (231 مليون دولار). وقد تعهدت الشركات وهي “اتصالات المغرب” و”إنوي” و”أورنج” بتنفيذ استثمارات في هذا القطاع بنحو 80 مليار درهم (8.8 مليار دولار) حتى عام 2035.

خطة البلاد تندرج ضمن استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” والتي تسعى لتغطية ثمانية مدن رئيسية بالجيل الخامس بحلول نهاية العام الجاري، على أن تصل النسبة إلى 25% العام المقبل، وإلى 85% بحلول نهاية العقد، تزامناً مع استضافة البلاد لكأس العالم 2030. ويُعد تعميم الجيل الخامس أحد متطلبات “فيفا”.

الجيل الخامس يمثل 2% من الناتج المحلي

كتبت الباحثتان لمياء جبور ودنيا فيلالي في المذكرة أن الإيرادات المتوقعة من خدمات الجيل الخامس بنهاية العقد الجاري ستُمثل 1.5 إلى 2% من الناتج المحلي. في المقابل أشارتا إلى أن هذا التحول في القطاع يواجه تحديات كبيرة من حيث تحقيق الربحية، والاستثمارات الضخمة، والمواعيد النهائية التنظيمية الصارمة.

اقرأ أيضاً: المغرب يبيع رخص الجيل الخامس مقابل التزامات باستثمار 8.8 مليار دولار

يناهز عدد المشتركين لدى شركات الاتصالات في المملكة نحو 47.4 مليون مشترك بنهاية مارس الماضي، وهو يمثل نسبة انتشار 155.8% مُقارنةً بعدد السكان. حقق القطاع العام الماضي إيرادات بنحو 36 مليار درهم بزيادة سنوية 3.9% ويتوقع أن يرتفع الرقم 27% إلى 46 مليار درهم في 2030. وتتقاسم الشركات الثلاثة حصصاً سوقية متساوية تقريباً.

قالت الباحثتان إن “الجيل الخامس ليس مجرد تقنية جديدة فقط، بل ستُشكل الخدمة رافعة اقتصادية حقيقية، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية مثل الصناعة الذكية، الصحة الرقمية، الزراعة الدقيقة، والمدن الذكية. كما يُتوقع أن تخلق فرصاً جديدة للشركات الناشئة، والموردين المحليين، والمُستثمرين في الخدمات الرقمية”.

تحديات تواجه تعظيم فوائد الجيل الخامس

رغم الفرص الاقتصادية، فإن قطاع الاتصالات في المغرب يواجه تحديات أخرى قد تعرقل التحول المنتظر مع دخول الجيل الخامس. أولها ضُعف الثقة في الدفع عبر الهاتف، فرغم وجود وجود 13.7 مليون محفظة إلكترونية نشطة، إلا أن حجم المعاملات لا يزال دون التوقعات، بسبب ضعف الإقبال واستمرار هيمنة الدفع النقدي، بحسب المذكرة.

اقرأ أيضاً: “اتصالات المغرب” و”إنوي”.. من نزاع قضائي إلى تحالف بالجيل الخامس بـ450 مليون دولار

كما أشارت الباحثتان إلى تأخر المغرب في فتح السوق أمام مشغلي الشبكات الافتراضية (MVNO)، حيث اعتبرت أن “هذه الخطوة قد تساهم في تنويع العروض، استهداف شرائح جديدة، وتحفيز الابتكار”. اقترحت المذكرة تشجيع شراكات بين البنوك والمشغلين لتسريع اعتماد الدفع الرقمي، ودعم المحتوى الرقمي المحلي لزيادة استهلاك البيانات من الفيديو والألعاب والموسيقى.

يبزر ضمن التحديات أيضاً ضرورة تعزيز الأمن السيبراني، فمع توسع الشبكات والخدمات، تزداد الحاجة إلى حماية البيانات والبنية التحتية الحيوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *