أرباح القطاع الصناعي في الصين تواصل التراجع في يوليو

شهدت الشركات الصناعية في الصين انخفاضاً في أرباحها بوتيرة أبطأ خلال يوليو، في إشارة محتملة إلى أن الجهود المبذولة للحد من فائض الطاقة الإنتاجية بدأت تخفف من الضغوط الناجمة عن المنافسة الشديدة بين المنتجين.

وتراجعت أرباح القطاع الصناعي بنسبة 1.5% الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق، في أقل وتيرة تراجع منذ بدء الانكماش في مايو، وفق بيانات صدرت الأربعاء عن المكتب الوطني للإحصاء. وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام، انكمشت الأرباح بنسبة 1.7%.

وقفزت أرباح قطاع التصنيع بوتيرة أسرع بكثير، إذ ارتفعت بنسبة 6.8% في يوليو على أساس سنوي بعد زيادة بلغت 1.4% في يونيو، بحسب الإحصائي يو وينينغ في بيان منفصل مرافق لصدور البيانات. وتحولت شركات المواد الخام ومصانع الصلب ومصافي النفط من الخسائر إلى الأرباح خلال الشهر.

وقال يو: “تم تنفيذ السياسات التي تعزز التعافي المعقول للأسعار تدريجياً، ما دفع ربحية الشركات إلى التعافي بشكل متواصل”.

اقرأ أيضاً: لمَ لا يتصدى أحد في العالم لهذه الحرب التجارية؟

ضغوط متواصلة رغم الدعم الحكومي

لا تزال هوامش الربح تحت ضغط بعد ضعف الطلب المحلي بشكل أكبر، حتى مع بدء حملة حكومية للحد من المنافسة المفرطة في تحقيق تحسّن في الأرباح. وقد ضعُف ثاني أكبر اقتصاد في العالم على نطاق واسع في يوليو، مع تراجع التضخم الاستهلاكي إلى الصفر وتباطؤ نمو مبيعات التجزئة.

وتراجعت أسعار تسليمات المصانع لمدة 34 شهراً متتالياً، ما يشير إلى حالة من الانكماش الراسخ التي قد تثني الشركات والأسر عن الإنفاق، وتشكل عبئاً على أرباح الشركات.

اقرأ أيضاً: اقتصاد الصين يتباطأ في يوليو مع تراجع الإنتاج والمبيعات

وفي حين أن الشحنات إلى الأسواق غير الأميركية عوضت أكثر من الانخفاض في الطلبات القادمة من الولايات المتحدة، فإن مؤشر الطلبات الجديدة على الصادرات الصينية تراجع بأسرع وتيرة في ثلاثة أشهر، في إشارة سلبية للطلب الخارجي في الأشهر المقبلة.

تباين الأداء بين القطاعات

تُعد أرباح القطاع الصناعي مقياساً حيوياً للصحة المالية للمصانع والمناجم والمرافق، وهي تشكل قراراتها الاستثمارية في الأشهر المقبلة.

واستمرت أرباح قطاع التعدين في الانخفاض، مع تراجع يقارب 32% على أساس سنوي خلال الأشهر السبعة الأولى. وظل عمال مناجم الفحم من بين الأكثر تضرراً بسبب تخمة المعروض في صناعتهم.

في المقابل، شهدت الشركات المصنعة ارتفاعاً في الأرباح خلال الفترة من يناير إلى يوليو، إذ استفادت بعضها من إعانات حكومية تشجع الشركات والمستهلكين على استبدال المعدات والأجهزة المنزلية القديمة بجديدة.

وقال يو إن أرباح قطاع الصناعات التحويلية عالية التقنية قفزت بنسبة 19% في يوليو مقارنة بالعام الماضي، مستشهداً بالتقدم في معدات الفضاء وأشباه الموصلات.