ارتفعت صادرات الصين من الصلب شبه المُصنَّع بأكثر من أربعة أضعاف خلال هذا العام، لتضاف إلى الكميات المتدفقة غير المسبوقة من هذا المعدن، رغم الإجراءات التجارية.
الصلب شبه المُصنَّع هو منتج وسيط يُعاد تصنيعه قبل طرحه للاستخدام في قطاعات متعددة مثل السيارات والإنشاءات والسلع الاستهلاكية. وعادةً ما تشكل هذه المنتجات، ومنها قضبان الصلب، نسبة ضئيلة من إجمالي الصادرات، إلا أن الضغوط الداخلية وتقييد الدول الأخرى لتدفقات المنتجات التقليدية دفعا إلى تغيير هذا الاتجاه.
ووفقاً لبيانات الجمارك الصينية، قفزت صادرات الصلب شبه المصنَّع خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025 بنسبة 320% لتسجل 7.4 مليون طن، مدفوعة بزيادة الشحنات إلى جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
وفي يوليو وحده، بلغت الكميات المصدّرة أكثر من 1.5 مليون طن، ما يعادل نحو 14% من إجمالي صادرات الصلب الصينية إلى الخارج.
ازدهار صادرات الصلب الصينية
خالف ازدهار صادرات الصلب الصينية التوقعات هذا العام، إذ واصلت تحقيق مستويات مرتفعة رغم تصاعد النزعة الحمائية في الأسواق العالمية.
بلغت الصادرات الإجمالية من الصين مستوى قياسياً في الربع الثاني، ما ساعد على دعم السوق المحلية التي تعاني من تداعيات الضعف المزمن في قطاع العقارات.
اقرأ أيضاً: أزمة عقارات الصين تضغط على سعر الحديد مجدداً
قال جينشان شيه، المحلل المتخصص بالمعادن الحديدية في “هورايزون إنسايتس” (Horizon Insights): “ما لم تُفرض قيود إلزامية على الإنتاج تحدّ من المعروض المحلي؛ نتوقع استمرار صادرات قضبان الصلب، نظراً إلى الميزة التنافسية الكبيرة التي تتمتع بها الصين على صعيد الأسعار”.
تعكس هذه المرونة قدرة التجار الصينيين على إيجاد أسواق جديدة رغم العقبات التجارية. في المقابل، تراجعت صادرات لفائف الصلب المدرفلة على الساخن بنحو 13% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بعد أن خضعت لتحقيقات تتعلق بممارسات الإغراق التجاري من فيتنام وكوريا الجنوبية وعدد من الوجهات الرئيسية الأخرى.
وتعالت بعض الأصوات داخل قطاع الصلب الصيني مطالبةً بالحد من صادرات قضبان الصلب. ففي يوليو، اقترحت “رابطة الحديد والصلب الصينية” فرض قيود على هذه الصادرات، بحجة أنها تُهدر طاقات المعالجة المحلية، إذ يُعاد درفلة المعدن في الخارج، وتبقي أسعار خام الحديد مرتفعة.
وتصدرت إندونيسيا قائمة المستوردين هذا العام بشراء 1.14 مليون طن من الصلب شبه المصنَّع، تلتها الفلبين بما يقل قليلاً عن المليون طن، ثم تركيا وإيطاليا والسعودية.
