الأسهم الآسيوية ترتفع مدعومة بتجدد شهية المخاطرة

ارتفعت الأسهم الآسيوية وسط تجدد شهية المخاطرة، مدفوعة بموجة من الشراء عند الانخفاض، إلى جانب تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، ما عزز معنويات المستثمرين.
وصعد مؤشر “إم إس سي آي آسيا المحيط الهادئ” بنسبة 0.7%، مع قفزة بلغت 1.4% في الأسهم الكورية الجنوبية.
واستقر النفط بعد تراجع دام ثلاث جلسات، بينما قيّم المستثمرون المخاطر على الإمدادات الروسية في ظل تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديداته بمعاقبة الهند بسبب شرائها النفط من موسكو. في المقابل، لم تشهد سندات الخزانة الأميركية أو مؤشر الدولار تغيّراً يُذكر، بينما ارتفع الذهب بنسبة 0.2%.
يوم الإثنين، سجل مؤشر “إس آند بي 500” أكبر موجة صعود له منذ مايو، مع بدء المتداولين تسعير خفض محتمل للفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بعد صدور بيانات وظائف جاءت أضعف من المتوقع.
وتعافت الأسهم الأميركية بقوة من أدنى مستوياتها في أبريل، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين المتزايد بقدرة الشركات الأميركية على امتصاص تأثير موجة الرسوم الأخيرة، وإمكانية تفادي الاقتصاد الأميركي للركود.
وقال هيروشي ناميوكا، كبير الاستراتيجيين في “تي آند دي لإدارة الأصول”: “يبدو أن الجميع اليوم يواكب الاتجاه الصاعد في الأسهم الأميركية”. وأضاف: “إنه طريق مليء بالمطبات، ولا يزال المستثمرون حذرين من احتمالية الركود، لكن مؤشرات النمو، خصوصاً في أسهم التكنولوجيا الأميركية، تساعد على تعزيز المعنويات”.
السوق شبه متأكدة من قرب خفض الفائدة
بعد صدور بيانات الوظائف يوم الجمعة، كانت الأسواق تلمّح إلى احتمال بنسبة 80% تقريباً لخفض الفائدة في الاجتماع المقبل للفيدرالي. لكن بعد تداولات ليلة أمس، ارتفعت هذه الاحتمالات إلى نحو 95%، بحسب ما كتب كايل رودا، كبير المحللين في “كابيتال.كوم” في ملبورن.
وقادت شركات التكنولوجيا العملاقة المكاسب يوم الإثنين، بعد تعرضها لضغوط بيعية في الفترة الأخيرة، إذ قفزت أسهم “إنفيديا” و”ميتا” بأكثر من 3.5% لكل منهما.
ووفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ إنتليجنس”، فقد تجاوزت أرباح مؤشر “إس آند بي 500” للربع الثاني التوقعات بنسبة 9.1%، أي ثلاثة أضعاف التقديرات الأولية، وهو أقوى معدل نمو في الأداء منذ عام 2021.
وقد دفعت قفزة السوق يوم الإثنين الرئيس ترمب إلى التعليق قائلاً إنه كان “يوماً جيداً في سوق الأسهم”، مضيفاً أنه سيكون هناك “العديد من الأيام مثل هذا اليوم”.
وكتب ترمب على منصة “تروث سوشيال”: “أميركا غنية جداً من جديد، وأقوى من أي وقت مضى”.
تحذيرات من تصحيح قريب وسط تقييمات مرتفعة
مع ذلك، حذّرت مجموعة من المحللين في أبرز بنوك وول ستريت الزبائن من الاستعداد لتراجع قريب في السوق، إذ تصطدم التقييمات المرتفعة للأسهم ببيانات اقتصادية تتجه نحو الضعف.
يوم الإثنين، حذر كلّ من “مورغان ستانلي”، و”دويتشه بنك”، و”إيفركور آي إس آي” من أن مؤشر “إس آند بي 500” مرشّح لهبوط على المدى القريب خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وتأتي هذه التوقعات بعد موجة صعود قوية من أدنى مستويات أبريل، دفعت المؤشر إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي تصريحات نقلتها “رويترز”، قالت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إن الوقت بات قريباً لخفض أسعار الفائدة، في ظل الأدلة المتزايدة على ضعف سوق العمل، وعدم وجود مؤشرات على تضخم دائم ناتج عن الرسوم الجمركية.
وأضافت دالي: “كنت مستعدة للانتظار دورة أخرى، لكن لا يمكنني الانتظار إلى الأبد”، في إشارة إلى قرار الفيدرالي الأسبوع الماضي.
ترقّب لتطورات جديدة على جبهة الرسوم
في آسيا، سيركز المستثمرون أيضاً على مزاد سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات في وقت لاحق من يوم الثلاثاء. ويتوقع بعض المشاركين في السوق أن تكون الاستجابة ضعيفة في ظل الانخفاض الأخير في العوائد.
وفي ما يخص الرسوم الجمركية، تتوقع المفوضية الأوروبية أن يعلن ترمب هذا الأسبوع عن مراسيم تنفيذية لتثبيت الرسوم المنخفضة على السيارات الأوروبية، ومنح إعفاءات من الرسوم لبعض السلع الصناعية مثل قطع غيار الطيران، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
في المقابل، قالت الحكومة السويسرية إنها مصمّمة على كسب رضا واشنطن بعد إعلان الأسبوع الماضي المفاجئ عن فرض رسوم بنسبة 39% على صادراتها إلى أميركا.
وقالت أولريكه هوفمان-بورشاردتي من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت”: “يبقى السيناريو الأساسي لدينا أن الرسوم الأميركية ستستقر في نهاية المطاف عند نحو 15%. ورغم أن هذا سيكون أعلى مستوى منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وستة أضعاف ما كانت عليه عندما عاد ترمب إلى المنصب، فإننا لا نتوقع أن يؤدي ذلك إلى ركود أو نهاية السوق الصاعدة للأسهم”.