أسعار النفط تتراجع وسط تهديدات ترمب للهند بشأن النفط الروسي

تراجعت أسعار النفط في تداولات متقلبة، بينما أخذ المتداولون في الحسبان أحدث زيادة في الإمدادات من “أوبك+”، في حين تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على الهند بسبب شرائها للنفط الروسي، مما خفف بعض المخاوف بشأن تخمة في المعروض.
انخفض خام “برنت” تسليم أكتوبر بنسبة 1.3% إلى 68.76 دولاراً للبرميل، كما تراجع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 1.5% ليغلق بالقرب من 66 دولاراً للبرميل، بعد تحذيرات ترمب المتجددة بزيادة الرسوم على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي.
وجاء هذا التقلّب الأخير بعد أن بلغت الأسعار أدنى مستوياتها في أسبوع، عقب موافقة “أوبك+” على زيادة إضافية في الإنتاج بمقدار 547,000 برميل يومياً للشهر المقبل.
قال فرانك مونكام، رئيس التداول الكلي في شركة “بافالو بايو كوموديتيز”: “ما زال لدينا هذا الموعد النهائي الماثل أمامنا لكي تأتي روسيا إلى طاولة التفاوض بشأن وقف إطلاق النار مع أوكرانيا”.
وأضاف أن إعادة ترمب تأكيده على احتمال فرض رسوم على الهند بسبب شرائها للنفط الروسي “ذكّرت السوق بأن هذه المسألة لا تزال في حالة من التعليق”.
زيارة محتملة إلى موسكو
ذكرت وكالة “تاس”، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الخطط، أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف من المتوقع أن يزور روسيا يوم الأربعاء. يرى بعض المستثمرين، الذين يتوجسون أصلاً من عادة ترمب في التهديد بعقوبات اقتصادية ثم التراجع عنها بعد أيام، أن هذا التطور يُعتبر مؤشراً على احتمال التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وموسكو قبل تنفيذ أي عقوبات كبيرة.
ومع ذلك، فإن تأثير أي إجراءات محتملة لا يزال غير مؤكد. وقال بافل مولتشانوف، محلل في “رايموند جايمس”: “سوق النفط لا تزال تمنح احتمالاً منخفضاً لأي إجراء ملموس من البيت الأبيض يتعلق بصادرات النفط الروسية”. وأضاف: “الطريقة الوحيدة لإيقاف صادرات النفط الروسية بالكامل ستكون من خلال تنفيذ حصار بحري شامل للساحل الروسي، وهو أمر لا يأخذه أحد على محمل الجد”.
الهند تواصل شراء النفط الروسي
قبل تصريحات ترمب الأخيرة، اتخذ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نبرة متحدّية، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل شراء النفط الروسي.
وقد أصبحت الهند من المشترين الرئيسيين لنفط روسيا منذ الحرب على أوكرانيا عام 2022، وأي اضطراب في تلك المشتريات سيدفعها للبحث عن إمدادات بديلة، ما سيضيف عاملاً صعودياً إلى الأسواق.
مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي
تشهد أسعار النفط تراجعاً بعد ثلاثة أشهر من المكاسب. وكانت الأسعار قد انخفضت يوم الجمعة مع صدور بيانات ضعيفة حول الوظائف في الولايات المتحدة، أثارت القلق من تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم وسط تدابير ترمب التجارية. وبينما زادت المخزونات العالمية من الخام في وقت مبكر من العام، فإن معظم هذه الزيادة كانت في الصين، بعيداً عن نقاط التسعير الحيوية في السوق.
تُعدّ زيادة الإنتاج لشهر سبتمبر التي أعلنها تحالف “أوبك+” خلال عطلة نهاية الأسبوع بمثابة نهاية للتخفيضات الطوعية التي تم تنفيذها في عام 2023 من قبل مجموعة مكوّنة من ثمانية أعضاء في التحالف، من بينهم السعودية وروسيا.
اقرأ أيضاً: “أوبك+” ينهي التخفيضات الطوعية برفع إنتاج النفط 547 ألف برميل
وقد اعتُبرت العودة التدريجية للإمدادات خلال الأشهر الأخيرة على نطاق واسع على أنها جهد منسق من قبل التحالف لاستعادة الحصة السوقية. ومن غير المؤكد ما إذا كان سيتم استعادة المزيد من الإنتاج المقيّد في الأشهر المقبلة، أم أن التحالف سيبقي الأمور كما هي.
وقد تعزز الزيادة الأخيرة التكهنات بأن إمدادات الخام العالمية ستتجاوز الطلب حتى نهاية العام، مما سيرفع من المخزونات التجارية، ويضغط على الفروقات الزمنية الأساسية في السوق، ويهيّئ المشهد لعمليات بيع.