اخر الاخبار

متداولو عقود المقايضة في الصين يتراجعون عن رهانات الانكماش

اختفت واحدة من الاختلالات التي استمرت لفترة من العام الجاري في أسواق المال بالصين، في مؤشر أولي على أن المستثمرين يتوقعون أن تسهم جهود التحفيز الأخيرة في إعادة إنعاش الاقتصاد.

ارتفعت عقود المقايضة على الفائدة لأجل خمس سنوات، وهي أداة تحوط شائعة، فوق نظيرتها لأجل عام واحد يوم الجمعة، وواصلت الفجوة بالاتساع لتبلغ 3 نقاط أساس، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”.

ساهم هذا التحول في إنهاء خصم بلغ ذروته عند 15 نقطة أساس في فبراير، حينما سيطرت المخاوف من الانكماش بعمق على السوق.

جاء هذا التحول نتيجة ارتفاع في سعر الفائدة لأجل خمس سنوات مقابل انخفاض في العقود لأجل عام واحد، ما يعكس تراجع التوقعات بتيسير نقدي طويل الأمد.

بدأت المخاوف بشأن الانكماش في التراجع في ظل حملة بكين المعروفة باسم “مكافحة التنافس الداخلي المفرط”، التي تهدف إلى الحد من فائض الإنتاج الصناعي والمنافسة السعرية الشرسة، والتي باتت تحظى بزخم أكبر في رسائل السياسات الرسمية.

قد يهمك أيضاً: الصين تضخ أكبر سيولة قصيرة الأجل هذا الأسبوع منذ يناير

إصلاحات جانب العرض في الصين

قالت بيكي ليو، رئيسة استراتيجية الاقتصاد الكلي للصين في “ستاندرد تشارترد” في هونغ كونغ، إن هذا التغير في منحنى المقايضة “يعكس جزئياً تأثيرات محتملة لجولة جديدة من إصلاحات جانب العرض، التي من المرجح أن تخرج الصين من الانكماش خلال 12 إلى 24 شهراً”.

أضافت أن السوق لم تعد تتبنى نظرة متشائمة على المدى الطويل، لكنها ما تزال تسعر خفضاً في أسعار الفائدة على المدى القصير.

أظهرت بيانات الاقتصاد الصيني مؤشرات على الصمود في مواجهة الرسوم الأميركية؛ إذ سجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 5.2% في الربع الثاني، متجاوزاً توقعات المحللين البالغة 5.1%، ما دفع ما لا يقل عن تسعة بنوك عالمية إلى رفع توقعاتها للنمو هذا العام.

على الرغم من أن منحنى المقايضة شهد انقلابات مماثلة في أعوام سابقة مثل 2013 و2015، إلا أن تلك الانقلابات نادراً ما استمرت لأكثر من شهرين.

أما اختلال هذا العام الطويل نسبياً، فقد نتج جزئياً عن توقعات بمزيد من التيسير النقدي في ظل ترقب المستثمرين لفترة انكماش مطولة، وهو ما ضغط على عقود المقايضة لأجل خمس سنوات.

تحوّل في المعنويات

على الرغم من أن هذه المخاوف كانت مبررة الشهر الماضي، حين سجلت أسعار المنتجين أكبر انخفاض منذ يوليو 2023، فإن المعنويات بدأت تتحول إلى تفاؤل حذر، مدفوعة بآمال أن تسهم إصلاحات جانب العرض في رفع الأسعار.

كما جاءت دفعة إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع مع إعلان الصين عن مشروع سد عملاق في التبت بقيمة 1.2 تريليون يوان (167 مليار دولار)، ما يعِد بحافز اقتصادي لقطاعات مثل البناء والإسمنت والصلب.

قال شينغ جاوبينغ، كبير المحللين الاستراتيجيين لشؤون الصين في “أستراليا ونيوزيلندا بانكنغ غروب” في شنغهاي: “هذا الوضع يضع ضغطاً على حاملي السندات الصينية، ويشجع المتعاملين على المراهنة على ارتفاع عقود المقايضة”.

أضاف: “ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل قد يستمر في المستقبل. ما نشهده الآن هو بداية فقط لانحدار منحنى المقايضة”.

ارتفعت عقود المقايضة لأجل خمس سنوات بنقطتي أساس لتصل إلى 1.55% يوم الإثنين، وهو أعلى مستوى لها منذ مطلع أبريل. بينما استقرت العقود لأجل عام واحد، بعد أن تراجعت بنقطتي أساس في الأسبوع الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *