الرئيس السوري يكلف فصائل محلية وشيوخ العقل بحفظ الأمن في السويداء

كلّف الرئيس السوري أحمد الشرع فصائل محلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء بعد أحداث دامية في المحافظة، تبعها هجمات إسرائيلية على مواقع حكومية، متعهداً بمحاسبة “كل من أساء إلى الدروز”، مشدداً في الوقت ذاته على وحدة البلاد، ورفض أي انفصال أو تقسيم.
وقال الرئيس السوري في كلمة متلفزة إن إسرائيل “عوّدتنا على خلق الفتن”، وتسعى إلى “تحويل أرضنا إلى ساحة فوضى، لتفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا”، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية على دمشق ودرعا بزعم حماية الدروز في السويداء.
وأضاف أن تل أبيب لا تكف عن “استخدام كل الأساليب في زرع النزاعات والصراعات، غافلة أن السوريين رفضوا كل انفصال وتقسيم”، مشدداً على أن “الوحدة سلاحنا”، وعلى أن “الدروز هم نسيج من هذا الوطن، وسوريا لن تكون مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها”.
وتوجه الرئيس السوري إلى الدروز في السويداء، قائلاً إن “حماية حقوقكم وحريتكم من أولوياتنا، ونرفض أي مسعى يهدف لجركم إلى طرف خارجي أو إحداث انقسام داخل صفوفنا، فإننا جميعاً شركاء في هذه الأرض”.
إسرائيل تتدخل لـ”حماية الدروز”
تأتي كلمة الشرع بعدما شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت عدة أهداف في دمشق من بينها مقر وزارة الدفاع وقصر الرئاسة، بالإضافة إلى أهداف في محافظة درعا، على إثر الاشتباكات التي اندلعت في السويداء.
وشدد الشرع على أن الدولة تدخلت بكل مؤسساتها من أجل وقف ما جرى في السويداء من “اقتتال داخلي بين مجموعات مسلحة من السويداء ومن حولهم من مناطق، إثر خلافات قديمة”.
الرئيس لفت إلى أنه “بدلاً من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع، ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن”، معتبراً أن قادة هذه المجموعات هم “أنفسهم من رفضوا الحوار لشهور طويلة، واضعين مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الوطن، وارتكبوا جرائم بحق المدنيين”.
الشرع: مؤسسات الدولة نجحت بإعادة الاستقرار
مؤسسات الدولة السورية نجحت وفق الرئيس، في “إعادة الاستقرار وطرد الجماعات الخارجة عن القانون رغم التدخلات الإسرائيلية”، مضيفاً أن “الكيان الإسرائيلي لجأ في هذه المرحلة إلى “استهداف موسع للمنشآت المدنية والحكومية بهدف تقويض هذه الجهود، ما عقد الوضع بشكل كبير ودفع الأمور إلى تصعيد واسع النطاق لولا التدخل الفعال للوساطة الأميركية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول”.
وكالة الأنباء السورية “سانا” قالت في وقت سابق، إن قوات الجيش السوري بدأت، مساء الأربعاء، الانسحاب من السويداء تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة، ومشايخ الطائفة الدرزية، بعد “انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة على القانون”.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن بلاده على تواصل مع سوريا وإسرائيل من أجل “خفض التصعيد” بين الجانبين، ووصف الأوضاع في سوريا بـ”المعقدة”، مشيراً إلى وجود “خلافات تاريخية وطويلة المدى” بين الأطراف المختلفة “أدت إلى وضع مؤسف”.
لفت روبيو من البيت الأبيض، إلى “وجود سوء فهم على ما يبدو بين سوريا وإسرائيل”، موضحاً أن الولايات المتحدة “تتواصل مع الطرفين.. ونحن نسير باتجاه خفض تصعيد حقيقي ومساعدة سوريا”.
تكليف الفصائل المحلية بحفظ الأمن
الشرع لفت أيضاً إلى أن السلطة كانت بين خيارين بسبب هذه الأوضاع، إما الحرب المفتوحة مع إسرائيل “على حساب أهلنا الدروز وأمنهم وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة”، وبين فسح المجال لوجهاء الدروز لـ”العودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل”.
وقال: “لسنا ممن يخشى الحرب… لكننا قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار”، فكان الخيار الأمثل هو: “تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء”.
وأضاف أن الدولة السورية “حريصة” على “محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز، فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها، والقانون والعدالة يحفظان حقوق الجميع من دون استثناء”.