ترمب يوقع تشريعاً لتشديد القيود على صناعة مواد مخدر “الفنتانيل”

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تشريع يُشدد العقوبات الجنائية المتعلقة بمخدر الفنتانيل، واصفاً إياه بأنه “خطوة تاريخية نحو العدالة”، في أحدث مساعيه لمعالجة أزمة الصحة العامة التي تسبب بها هذا المخدر القاتل.
وقال ترمب خلال مراسم التوقيع على القانون في البيت الأبيض يوم الأربعاء، حيث انضم إليه نشطاء من مجموعات تعمل على مواجهة انتشار هذا المخدر، ومسؤولون من أجهزة إنفاذ القانون، وأفراد من عائلات فقدت أبناءها بسبب هذا المخدر: “اليوم نوجّه ضربة عادلة لتجار المخدرات ومهربيها والعصابات الإجرامية”.
ينص قانون “وقف الفنتانيل” على تصنيف جميع المواد المرتبطة بالفنتانيل بشكل دائم ضمن الفئة الأولى، وهي الأكثر تقييداً، في قانون المواد الخاضعة للرقابة، ما يؤدي إلى مقاضاة وتشديد العقوبات الجنائية على كل من “يحوز أو يستورد أو يوزع أو يصنع” مواد غير قانونية مرتبطة بالفنتانيل، على غرار المواد الأخرى المصنفة في الفئة نفسها، بحسب ما أفاد به البيت الأبيض.
اقرأ أيضاً: إعلان ترمب عن خطة الرسوم الجمركية “أنبوب اختبار” للصين
وقال ترمب: “أي شخص يُضبط وهو يتاجر بهذه السموم غير القانونية سيُعاقب بعقوبة سجن إلزامية لا تقل عن عشر سنوات. سنُخرج تجار المخدرات والمروجين والبائعين من شوارعنا، ولن نرتاح حتى نقضي على وباء الجرعات الزائدة من المخدرات”.
وأضاف: “الوضع بدأ يتحسن قليلاً، لكنه لا يزال مروّعاً. وسنقضي عليه نهائياً”.
ربط تدفق المخدر بتشديد القيود على الحدود
اعتمد ترمب على أزمة الصحة العامة هذه لتبرير مساعيه لتأمين الحدود الأميركية والتشديد على الهجرة غير النظامية، وكذلك لبعض سياساته الجمركية. فقد فرض الرئيس رسوماً إضافية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، كندا والمكسيك والصين، جزئياً لأسباب تتعلق بالاتجار بالفنتانيل.
ووجه ترمب انتقادات حادة لتلك الدول، متهماً الصين بعدم بذل جهد كافٍ لوقف تصنيع المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في صناعة هذا المخدر، كما اتهم جارتي الولايات المتحدة في القارة، بعدم وقف تدفق الفنتانيل عبر الحدود.
وكانت الصين قد اتخذت الشهر الماضي خطوات لتشديد الرقابة على مادتين كيميائيتين تُستخدمان في تصنيع الفنتانيل، في خطوة اعتُبرت بمثابة “رسالة سلام” للمساعدة في الحفاظ على هدنة هشة في الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال ترمب للصحفيين في وقت سابق من يوم الأربعاء: “الصين بدأت تُبدي تعاوناً. أعني، الوضع كان مروعاً لسنوات عديدة مع الفنتانيل، لكن منذ أن جئت إلى هنا، بدأنا الحديث معهم، وهم يخطون خطوات كبيرة”.
يُذكر أن الفنتانيل هو مسكن أفيوني صناعي قوي يُستخدم لعلاج الآلام الناتجة عن العمليات الجراحية أو الحالات المعقدة الأخرى. ويمكن إنتاجه بوسائل غير مكلفة نسبياً، وتوزيعه بطرق غير قانونية.
وقد ساهم الفنتانيل غير المشروع في ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، وهي مشكلة أثارت قلق الحزبين ووفرت مجالاً نادراً للتعاون بين الجمهوريين والديمقراطيين.