سلمت شركة “لوكهيد مارتن” جميع طائرات “إف-35” التي كانت رابضة في مصنعها بمدينة فورت وورث في ولاية تكساس إلى الحكومة الأميركية، وذلك اعتباراً من الأول من مايو الماضي، بعد أشهر من التأخير الناجم عن تأخيرات في إدخال تحسين على البرمجيات، بحسب ما أعلن مكتب برنامج الطائرة في البنتاغون.
كانت وزارة الدفاع الأميركية تحجب ما يصل إلى 5 ملايين دولار من قيمة الدفعة النهائية لكل طائرة، إلى أن تثبت الشركة أن الترقية البرمجية والتحديثات في الأجهزة -المعروفة باسم التحديث التكنولوجي الثالث (TR-3)- قادرة على دعم مهام التدريب المكثف، والتمهيد لاحقاً لخوض العمليات القتالية الكاملة.
بحسب مكتب البرنامج، سلمت “لوكهيد مارتن” ما يصل مجموعه إلى 72 طائرة، وهو رقم كانت الشركة ترفض الإفصاح عنه منذ شهور.
تخفيض طلبات الطائرات
يمثل التخلص من هذا التكدس انتصاراً معنوياً في العلاقات العامة لصالح أكبر مقاول دفاعي في العالم، ولصالح أغلى برنامج تسليحي في التاريخ. خفضت وزارة الدفاع الأميركية عدد طائرات “إف-35” التي طلبتها القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية في ميزانية العام المالي 2026 من 75 إلى 47 طائرة، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف الحفاظ على الجاهزية التشغيلية.
اقرأ أيضاً: “البنتاغون” و”لوكهيد” تتوصلان إلى اتفاق لتصنيع 375 طائرة مقاتلة “إف-35”
وقال البنتاغون إنه في شهر يناير الماضي خفض قيمة المبالغ المحجوبة بواقع 1.2 مليون دولار لكل طائرة، بعد تقييم أفاد بأن “لوكهيد مارتن” بدأت تحقق بعض التقدم في تطوير البرمجيات.
رغم ذلك، أشار مكتب البرنامج في بيان إلى أن “القسم الأكبر من الأموال ما زال محجوباً، وسيتم الإفراج عنه تدريجياً حتى العام المقبل”، حتى لو تم استيفاء عدد من المعايير المطلوبة للإفراج. وأكد المكتب أن المبالغ ما زالت تُحجب أيضاً عن الطائرات الجديدة قيد الإنتاج.
من جانبه، قال جون لودويغسون، مدير التعاقدات في مجال الأمن القومي لدى مكتب محاسبة الحكومة الأميركية، والذي يراقب عن كثب برنامج “إف-35″، إن استمرار حجب التمويل “أمر جيد إلى حين الانتهاء من إجراء التحديث التكنولوجي الثالث الكامل في كل طائرة”.
تأخير تحديثات الطائرات
لكنه أضاف أن إيقاف الطائرات غير المكتملة في منشآت الشركة شكل تحديات كبيرة، وأن تأخر تسليم قدرات التحديث التكنولوجي الثالث الكاملة أدى إلى إبطاء تنفيذ التحديثات المهمة والتحسينات الأخرى التي كان قد تم التعهد بها للمقاتلين.
لوكهيد مارتن تعلن تسليم 110 مقاتلات من طراز F-35 خلال 2024 .. تفاصيل أكثر هنا
قال لودويغسون: “سيستغرق الأمر وقتاً للعودة إلى جداول البرنامج الزمنية الأصلية المخطط لها”.
لا تقتصر مشكلات البرنامج -الأغلى في تاريخ الصناعات العسكرية – على تأخيرات التحديثات البرمجية والمعدات فقط، بل إن الإخفاقات المستمرة في تتبع مخزونات قطع الغيار والمعدات المرتبطة بالطائرة، مثلت نقطة ضعف جوهرية للسنة السادسة على التوالي، وأسهمت في فشل وزارة الدفاع في تقديم حسابات مالية ناجحة، وفقاً لتقارير كل من المراقب المالي للبنتاغون والمفتش العام.
امتنع متحدث باسم “لوكهيد مارتن” عن الإدلاء بتصريحات حول عمليات تسليم طائرات “إف-35″، مشيراً إلى أن الشركة تمر حالياً بفترة صمت تسبق إعلان نتائجها المالية للربع الثاني من العام الحالي.
