اخر الاخبار

الصين تعزف عن استيراد الغاز رغم زيادة استهلاك الكهرباء

تُعزز درجات الحرارة المرتفعة الطلب على الكهرباء في الصين، إلا أن هذا الارتفاع لا يزال غير كافٍ حتى الآن لإنعاش مشتريات البلاد الفورية من الغاز الطبيعي المُسال مرتفع التكلفة.

كان المتداولون الذين يعولون على انتعاش صفقات الغاز الطبيعي المُسال في السوق الفورية يترقبون موجة طلب قوية خلال الصيف على طول الساحل الشرقي للصين. ورغم أن موجات الحر رفعت بالفعل الاستهلاك، إلا أن الفحم الرخيص والمخزونات الأعلى من المعتاد من الوقود المخصص لمحطات توليد الكهرباء، إلى جانب الزيادة المستمرة في قدرات الطاقة المتجددة، ساعدت جميعها في سد الفجوة وتقليص الانقطاعات الموسمية في التيار الكهربائي.

كما أفادت مذكرة صادرة عن الذراع البحثية لمجموعة “إي إن إن غروب” (ENN Group)، إحدى أبرز شركات الاستيراد في الصين، أن وفرة إمدادات الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب، التي ترتبط أسعارها بسوق النفط وتتراجع تحت ضغط تخمة المعروض، إضافة إلى ضعف الطلب الصناعي العام، ساهما في تقليص تأثير الزيادة في استهلاك الكهرباء.

تراجع واردات الغاز الطبيعي المسال

شهدت الصين بالفعل تراجعاً مطرداً في واردات الغاز الطبيعي المسال منذ نهاية العام الماضي، بعدما أصبحت المشتريات الفورية غير مجدية اقتصادياً بالنسبة للمستوردين، مما أثر سلباً على التوقعات المتفائلة حيال الاستهلاك.

ويُقدر محللو “بلومبرغ إن إي إف” (BloombergNEF) أن تبلغ واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال نحو 5.6 مليون طن خلال يوليو، وهو مستوى أعلى من الشهر الماضي، لكنه لا يزال أقل مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

قال غيرغلي مولنار، محلل الغاز لدى وكالة الطاقة الدولية: “نتوقع أن تظل واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال ضعيفة خلال النصف الثاني من العام، بسبب محدودية الطلب، وارتفاع واردات الغاز المنقول عبر الأنابيب، والغموض الذي يكتنف المشهد الاقتصادي الكلي. وأضاف أن الإمدادات الروسية المنقولة عبر الأنابيب إلى الصين يُتوقع أن ترتفع بنحو 25% في عام 2025.

وأشار مولنار إلى أن وتيرة التراجع في الواردات يُرجّح أن تكون أقل حدة مما كانت عليه في النصف الأول من العام، مع تحسن أوضاع الإمدادات وإعادة ملء المخزونات قبل حلول فصل الشتاء.

أصبح من الصعب بشكل متزايد التنبؤ بحجم ومدى موجات الحر، نتيجة تسارع وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، ما يُعقد تقدير الأثر المباشر على الطلب على الكهرباء. إذ أن درجات الحرارة المرتفعة بدأت بالظهور في وقت مبكر، وقد تستمر حتى مراحله المتأخرة.

تنويع في مصادر الطاقة

على الرغم من تسجيل درجات الحرارة الصيفية في الصين مستويات قياسية، إلا أن الأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد في شمال البلاد وموسم الأعاصير يُتوقع أن يخففا من وطأة الوضع على المدن الشرقية، بحسب أحدث توقعات إدارة الأرصاد الجوية الصينية ليوليو.

العامل الآخر الذي يُلقي بظلاله على تجارة الغاز الطبيعي المسال هو مضي الصين في تنويع مصادر استيراد الطاقة، مما أدى إلى إعادة توجيه التدفقات بعيداً عن الموردين الذين تُعتبر موثوقيتهم أقل. ووفقاً لبيانات الجمارك الصينية، فقد هبطت واردات الصين من الولايات المتحدة بأكثر من 80% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما ارتفعت الواردات من قطر بنسبة 5%.

لكن هذا التنويع يشمل أيضاً تطوير خيارات أخرى. فقد أنشأت بكين مؤخراً خط أنابيب إقليمي جديد لتعزيز وارداتها من آسيا الوسطى. كما يُتوقع استكمال ربطه مع مشروع الغاز الروسي في الشرق الأقصى لنقل 10 مليارات متر مكعب سنوياً من واردات الغاز بحلول نهاية عام 2025.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *