لم يبدِ مستثمرو الأسهم، الذين يستعيدون ذكرى يوم التحرير، أي قلق يُذكر قبل أيام من الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية الأميركية التي يفرضها الرئيس دونالد ترمب في 9 يوليو.
بلغ مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI All-Country) لجميع دول العالم ذروته الأسبوع الماضي، بينما انخفضت مؤشرات توقعات التقلبات من الولايات المتحدة إلى أوروبا وهونغ كونغ بأكثر من النصف عن أعلى مستوياتها في أبريل.
صناديق التحوط تقبل على الشراء
في غضون ذلك، ارتفع صافي مشتريات صناديق التحوط للأسهم المالية الأمريكية إلى أعلى مستوياته منذ ما يقرب من عقد، وفقاً لبيانات جمعتها شركة الوساطة الرئيسية التابعة لمجموعة “غولدمان ساكس”. بدلاً من تغطية مراكز البيع المكشوفة كما فعلوا في الأشهر الأخيرة، بدا أن كبار المضاربين يلاحقون موجة الصعود، كما كتب ميخاليس أونيسيفورو، الخبير الاستراتيجي في “بنكو بلباو فيزكايا أرجنتاريا” (Banco Bilbao Vizcaya Argentaria SA)، في مذكرة الأسبوع الماضي.
وقال أونيسيفورو: “لقد ترك التشاؤم المستمر الكثير من المشاركين في السوق عاجزين عن تحقيق مكاسب”.
الأسهم صامدة في وجه الصراعات والضبابية
منذ أن تسبب يوم تحرير ترمب في هبوط حاد في الأسواق في أبريل، صمدت الأسهم في وجه أحداث مثل الصراع في الشرق الأوسط، واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، مما زاد ثقة المستثمرين في قدرتها على التعافي السريع. دفع الارتفاع الأحدث لقطاع التكنولوجيا، ونمو التوظيف في الولايات المتحدة، الذي فاق التوقعات، مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” إلى بلوغ ذروة جديدة يوم الخميس، بينما تماسكت الأسهم في آسيا وأوروبا يوم الجمعة، حتى بعد أن أعلن ترمب أن إدارته ستبدأ بإخطار الدول بمعدلات رسوم جمركية تصل إلى 70%.
الاستفادة من التقلبات
أشار العديد من الخبراء الاستراتيجيين الأسبوع الماضي إلى حالة من الاطمئنان في سوق الخيارات. كتبت بينيديكت لوي، من “بي إن بي باريبا ماركتس 360” (BNP Paribas Markets 360)، في رسالة أن المتداولين يضعون في الاعتبار تحركاً يزيد قليلاً عن 1% لمؤشر “يورو ستوكس 50” في الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية في 9 يوليو، وأن تداولات “جاما” (gamma) لتكوين مراكز الشراء -عندما يشتري المستثمرون عقوداً قصيرة الأجل مع تعديل مراكزهم في الأصل الأساسي على نحو مستمر للاستفادة من تقلبات السوق- أصبحت أكثر جاذبية بعد اتساع منحنى التقلب.
في أبريل، أدت تداولات “جاما” مماثلة إلى تحقيق أرباح كبيرة بعد يوم التحرير، حيث ارتفعت التقلبات الضمنية والمحققة. ويؤيد استراتيجيو “بنك أوف أمريكا”، الذين أوصوا آنذاك بامتلاك “جاما رخيصة” على مؤشر داكس الألماني، تكوين نفس المركز على مؤشر “يورو ستوكس 50” الآن. وفي سياق منفصل، أشارت لوي إلى أن فريق استراتيجية المشتقات في شركتها لا يتوقع نتائج مماثلة في المرة الثانية.
في حين يقترح البعض استراتيجيات للاستفادة من التقلبات في الأسواق المختلفة، نظراً للتقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق في عهد إدارة ترمب، فقد تضاءل التداول بهذه الفروقات السعرية في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض تدفقات المنتجات المهيكلة التي كانت تحرك جزءاً كبيرًا من حجم التداول. ومع تغير خطاب الرسوم الجمركية بشكل مستمر، أصبحت محاولة فهم تأثير التقلبات في الأسواق المختلفة أكثر صعوبة.
