من الرابحون والخاسرون من قانون ترمب للضرائب؟

يُعد المستثمرون في الشركات، والأثرياء الأميركيون من أكبر الرابحين من قانون الرئيس دونالد ترمب الضريبي. أما أكبر المتضررين من الحزمة الواسعة، فمن بينهم جامعات النخبة، التي ستواجه ضرائب جديدة، والمهاجرين.
أقر مجلس النواب مشروع القانون بأغلبية 218 صوتاً مقابل 214 صوتاً، قبل يوم واحد من الموعد النهائي الذي حدده ترمب لنفسه في الرابع من يوليو.
تعرف إلى الرابحين والخاسرين من التشريع الذي يُعد المحور الأساسي لأجندة الرئيس المحلية:
الرابحون
المليارديرات
يتمكن الأثرياء من نقل ثروة أكبر لورثتهم وتجنب زيادة الضريبة، فالقانون تضمن تخفيضات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار، بحسب تقديرات صدرت السبت عن اللجنة المشتركة للضرائب.
يرتفع حد الإعفاء من ضريبة التركة إلى 15 مليون دولار للأفراد، أي إجمالي 30 مليون دولار للزوجين، ثم يُعدل وفق التضخم. كما تصبح تخفيضات ضريبة الدخل التي أقرها ترمب في 2017 دائمة، وتميل كفة المنافع لصالح الأثرياء.
مواطنو الولايات مرتفعة الضرائب
يرتفع حد تخفيض ضرائب الولايات والضرائب المحلية إلى 40 ألف دولار سنوياً لمدة خمسة أعوام. ويُلغى الخصم تدريجياً لدافعي الضرائب الذين يزيد دخلهم عن 500 ألف دولار سنوياً. وبعد مدة الخمسة أعوام، يعود حد التخفيض إلى المستوى الحالي عند 10 آلاف دولار، الوارد في قانون الضرائب لعام 2017.
مالكو الشركات الصغيرة
جرى تمديد قانون 2017، الذي سمح للشركات التمريرية (التي ينتقل فيها الدخل إلى المالكين أو المساهمين أو المستثمرين مباشرة) بخصم ما يصل إلى 20% من دخل النشاط المؤهل من الدخل الخاضع للضريبة، بشكل دائم بدءاً من العام الضريبي 2026. ويتاح الخصم لمالكي المنشآت الفردية، والشركات ذات المسؤولية المحدودة، وشركات التضامن.
شركات الملكية الخاصة
أُبقي على التخفيض الضريبي على العوائد المؤجلة التي تستفيد منها شركات الملكية الخاصة، ورأس المال الجريء، وشركات التضامن العقارية، رغم سعي الرئيس إلى إلغائها. كما حصلت شركات الملكية الخاصة على زيادة التخفيض الضريبي على مصروفات فوائد القروض.
وكالات السيارات المحلية
يصبح ما يصل إلى 10 آلاف دولار سنوياً من فوائد قروض السيارات المصنعة في الولايات المتحدة قابلاً للخصم الضريبي حتى 2028، ما يشكل دفعة لوكالات السيارات التي تسعى لإتمام الصفقات. لكن التخفيض سيُلغى تدريجياً للأشخاص الذين يزيد دخلهم عن 100 ألف دولار، والزوجين اللذين يتجاوز دخلهما 200 ألف دولار.
المصنعون
يعيد قانون الضرائب العمل بالعديد من القواعد الضريبية الداعمة للشركات، ومن بينها الإهلاك المُعجل لتكلفة تحسينات الإنتاج، وتخفيض ضريبي على البحث والتطوير. وقد حظي ذلك بتأييد الرابطة الوطنية للمصنعين. ويجعل التشريع النهائي هذه التخفيضات دائمةً، بعدما كانت مؤقتة في نسخة سابقة من مشروع القانون أقرها مجلس النواب في مايو.
منتجو الوقود الأحفوري
حصلت قطاعات مثل الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي على تخفيضات ضريبية، ومتطلبات جديدة لإتاحة مزيد من الأراضي الفيدرالية أمام التنقيب، فيما ستُلغى التخفيضات الضريبية لتقنيات الطاقة النظيفة المنافسة تدريجياً.
كبار السن والموظفون الذي يحصلون على إكراميات
وفي إشارة إلى بعض الوعود الشعبوية خلال حملة ترمب الانتخابية، سيحصل دافعو الضرائب من سن 65 عاماً فأكثر على تخفيض ضريبي موحد أكبر، بينما ستُعفى الإكراميات وأجر ساعات العمل الإضافية من ضريبة الدخل. كما تتضمن هذه المواد قيوداً لخفض تكاليفها وتنتهي صلاحيتها بعد 2028.
الوالدان
يرتفع الحد الأقصى للتخفيض الضريبي على الأطفال بمقدار 200 دولار إضافية فوق المستوى الحالي عند 2000 دولار بدءاً من العام الضريبي 2025، ويُعدل وفقاً للتضخم بشكل دائم. ويمكن لكل والدين فتح ما يُطلق عليه “حساب ترمب” جديد لطفلهما الرضيع، تودع الحكومة 1000 دولار في حساب كل طفل يُولد ما بين 2025 و2028.
قطاع الاتصالات
يطرح القانون نطاقاً واسعاً من الطيف الترددي للبيع في مزاد للاستخدام في النطاق العريض اللاسلكي، ما يشكل دفعة محتملة لخدمات مثل “ستارلينك” (Starlink) التي تقدمها “سبيس إكس”، وشبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس (5G)، والجيل السادس (6G) في المستقبل.
شركات المساهمة
رُفضت معظم الزيادات الضريبية الأخرى التي نوقشت، والتي كانت ستؤثر على الشركات الكبرى، مثل رفع الضريبة على إعادة شراء الأسهم، أو فرض حد على الخصومات من ضرائب الولايات والضرائب المحلية للشركات.
المقاولون العسكريون
ترفع الحزمة الإنفاق العسكري بمقدار 150 مليار دولار، فيما سيُوجّه معظم التمويل إلى أنظمة الأسلحة الجديدة التي يُنتجها كبار المقاولين.
صناعات الفضاء
وفّر القانون نحو 10 مليارات دولار لتمويل مشروعات تشمل مساعي الوصول إلى القمر والمريخ، وإخراج محطة الفضاء الدولية من الخدمة في نهاية المطاف.
الخاسرون
الأميركيون منخفضو الدخل
جرى تمويل بعض تكاليف قانون الضرائب عبر تخفيضات في التأمين الصحي وقسائم الطعام في برنامج “ميديكيد” (Medicaid)، ويستفيد الأميركيون منخفضو الدخل من كليهما، وسيُكبد التشريع أدنى 20% من دافعي الضرائب 560 دولاراً سنوياً في المتوسط، بحسب تحليل مركز “ييل بدجت لاب” (Yale Budget Lab).
يفرض القانون متطلبات عمل جديدة على المستفيدين من “ميديكيد”، ما لم يكونوا من كبار السن، أو من ذوي الإعاقة، أو لديهم أطفال دون 14 عاماً. وسيتعيّن على المستفيدين من “ميديكيد”، الذين اكتسبوا الأهلية بموجب قانون الرعاية الميسرة، سداد جزء من التكاليف عبر رسوم مثل المدفوعات المشتركة (co-pays).
كما تُخفض المساعدات الغذائية للأميركيين منخفضي الدخل عبر زيادة متطلبات العمل الحالية للحصول على قسائم الطعام الفيدرالية لتشمل المستفيدين حتى 65 عاماً. وبدءاً من 2028، تُلزم الولايات أيضاً بدفع نسبة من تكاليف مساعدات الغذاء، التي تتحملها الحكومة الفيدرالية بالكامل في الفترة الحالية.
الطاقة المتجددة
ستتأثر قطاعات الطاقة النظيفة ببرنامج الجمهوريين، الذي يُقوض تأثير العديد من مواد قانون المناخ التاريخي الذي أقره الرئيس السابق جو بايدن.
سُيلغى التخفيض الضريبي على أنظمة ألواح الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تدريجياً بوتيرة سريعة، بينما سيستغرق التشريع فترة أطول لإلغاء التخفيضات الأخرى على إنتاج الكهرباء النظيفة والاستثمار فيها.
كما ستُلغى التخفيضات الضريبية لتحسين كفاءة الطاقة في المنازل، وتحديث تركيبات الطاقة الشمسية أو الطاقة النظيفة الأخرى في المساكن بنهاية العام.
شركات التكنولوجيا
أحبط مجلس الشيوخ محاولة مثيرة للجدل في مشروع القانون تهدف إلى منع الولايات الأميركية من تنظيم الذكاء الاصطناعي، فيما يُعد انتصاراً لمعارضي قطاع التكنولوجيا، وضربةً لأمثال “مايكروسوفت” و”ميتا بلاتفورمز”، وكذلك شركات رأس المال المخاطر، مثل “أندريسن هورويتز” (Andreessen Horowitz).
وقد ضغط مسؤولو إدارة ترمب وحلفاء الحزب الجمهوري في “وادي السيليكون” لتمرير هذا المقترح، بزعم أنه سيحول دون إصدار لوائح متباينة ومرهقة في كل ولاية على حدة.
مصنعو السيارات الكهربائية
ستتأثر “تسلا” و”جنرال موتورز” وغيرهما من مصنعي المركبات الكهربائية بإلغاء التخفيض الضريبي الذي يصل إلى 7500 دولار على شراء السيارات الكهربائية.
جامعات النخبة
تُضاف تكاليف الضرائب إلى المعركة المتصاعدة التي تشنها إدارة ترمب على جامعات النخبة، مثل هارفارد وكولومبيا.
فمعدل الضريبة الحالي عند 1.4% على صافي أرباح الاستثمار من هبات الكليات والجامعات الخاصة سيرتفع على المؤسسات التعليمية الأوفر تمويلاً. ويرتفع هيكل معدل الضريبة التصاعدي الجديد إلى نحو 8% على الكليات التي تحقق أعلى نسبة دخل من الهبات لكل طالب.
المهاجرون
هناك عدة مواد ترفع الضرائب على المهاجرين، بما يشمل ضريبة جديدة بمعدل 1% على نقل الأموال إلى دول أجنبية، ما يُعرف باسم “التحويلات”. إذ يرسل العديد من المهاجرين في الولايات المتحدة الأموال إلى أقاربهم في بلدانهم الأصلية.
كما يقيد القانون قدراً من إمكانية حصول المهاجرين على تخفيضات ضريبية على أقساط التأمين الصحي. ويمنع التغيير العديد من المهاجرين الذي حصلوا على اللجوء أو وضع محمي مؤقت من الحصول على هذه التخفيضات.
المقامرون
سيتمكن المقامرون من خصم 90% فقط من الخسائر التي تكبدوها من مكاسبهم، ما يؤدي إلى وضع قد تظل فيه ضريبة الدخل مستحقة عليهم إذا تساوت الخسائر والمكاسب خلال عام، أو خسروا إجمالاً.