تتحدى أحواض بناء السفن الصينية المتخصصة في تشييد ناقلات الغاز الطبيعي المسال تباطؤ الاقتصاد المحلي، إذ يُتوقع أن تسجل رقماً قياسياً في عدد السفن التي سيتم تسليمها هذا العام، مدعومةً بزيادة قوية في الطلب.
سجلت شركات بناء السفن زيادة بأكثر من الضعف في الإيرادات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، رغم تراجع أرباح القطاع الصناعي في ظل ضغوط اقتصادية ناجمة عن زيادة الرسوم الجمركية الأميركية واستمرار الضغوط الانكماشية.
تعتزم أكبر شركة لبناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال “هودونغ-تشونغوا” (Hudong-Zhonghua) تسليم 10 ناقلات بحلول نهاية العام، مسهمةً في تحقيق رقم قياسي على مستوى البلاد. كما تحتفظ بسجل طلبات بقيمة 150 مليار يوان (21 مليار دولار) لتسليم 60 سفينة أخرى بحلول عام 2031، حسب التلفزيون المركزي الصيني.
تستفيد الصين من الطفرة الكبيرة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال، أسرع أنواع الوقود الأحفوري نمواً، مع توسع الإنتاج في الولايات المتحدة وقطر، وسعي المستوردين الصينيين إلى امتلاك أساطيل مستقلة لتعزيز قدراتهم في تجارة الغاز.
الدعم الحكومي الصيني يؤثر على الأميركيين
لم يتحقق هذا النمو من دون صعوبات، إذ خلص تحقيق أجرته الحكومة الأميركية إلى أن الدعم الحكومي الصيني يمنح قطاع بناء السفن في البلاد ميزة غير عادلة ويُلحق الضرر بالمنافسين الأميركيين.
ارتفع عدد ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي جرى تسليمها على مستوى العالم بأكثر من 60% ليصل إلى 67 سفينة في العام الماضي، ما رفع إجمالي الأسطول العالمي إلى 831 سفينة، مع جدولة تسليم 103 ناقلات أخرى خلال عام 2025، وفقاً للمجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال. وأضافت المجموعة أن سجل الطلبيات الحالي يُمثّل نحو نصف الطاقة الاستيعابية للأسطول القائم حالياً.
الصين تختصر فترة بناء ناقلات الغاز
تمكّن المصنعون الصينيون من خفض فترة بناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال إلى النصف لتصل إلى 15 شهراً فقط، ويعود ذلك جزئياً إلى اعتمادهم على سلاسل الإمداد المحلية لتلبية 80% من احتياجاتهم، وفقاً لتلفزيون الصين المركزي.
يُتوقع أن تُشكّل الصين 15% من إجمالي أسطول ناقلات الغاز المسال عالمياً عند تلبية جميع الطلبات الحالية، أي ما يزيد على ضعف حصتها الحالية، لكنها ستظل متأخرة بفارق كبير عن كوريا الجنوبية، أكبر دولة في بناء هذه السفن، وفقاً لتقديرات “بلومبرغ إن إي إف”.
