اخر الاخبار

العراق يقطع إمدادات الغاز للمصانع لمواجهة أزمة الكهرباء

في أول رد فعل على تقليص إيران صادراتها من الغاز إلى العراق، قرر مجلس الوزراء العراقي وقف إمدادات الغاز للمنشآت الصناعية المحلية حتى نهاية الشهر المقبل، وتخصيصها بالكامل لمحطات الكهرباء، تحسباً لتفاقم أزمة الكهرباء في البلاد خلال شهري الصيف.

تسبب انخفاض إمدادات الغاز من إيران بأكثر من النصف في فقدان شبكة الكهرباء العراقية نحو 15% من قدرتها الإنتاجية، وتبلغ الخسارة العراقية حوالي  3800 ميغاواط من الكهرباء المولّدة، حسب بيان من وزارة الكهرباء العراقية.

الناطق بلسان الوزارة أحمد موسى قال لـ “الشرق” إن تقليص الإمدادات الإيرانية هو أحد تداعيات الحرب مع إسرائيل، إذ تركز طهران حالياً على إعادة تشغيل منشآتها، وإعمار المناطق المتضررة وهو ما يتطلب المزيد من الطاقة.

تدرس وزارة الكهرباء العراقية في الوقت الحالي عدة بدائل عاجلة لمواجهة الأزمة، تتضمن تشغيل المحطات الكهربائية بمادة الديزل، إذ أن بعض المحطات تعمل بالغاز والديزل لكنها لا تعطي نفس الكفاءة ناهيك عن توقف تلك التي تعتمد بشكل أساسي على الغاز ما تسبب بفقدان كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية المجهزة، بحسب موسى.

يتلقى العراق الغاز الطبيعي الإيراني عبر خطي أنابيب، لكن التدفقات واجهت انقطاعات عدة في السنوات الأخيرة. وفي عام 2023، خفضت إيران شحناتها إلى العراق بمقدار النصف بسبب فواتير غير مدفوعة، والتي قالت بغداد إن ما يعوق سدادها العقوبات الأميركية على إيران.

وينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية يومياً من محطات تعمل غالبيتها على الغاز، ولكن الطاقة الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط. بينما تحتاج البلاد إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40 ألف ميغاواط من أجل ضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي.

رئيس لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس النواب محمد نوري حمّل الحكومات العراقية المتعاقبة مسؤولية عدم وجود بديل عن الغاز الإيراني، وأوضح في مقابلة مع “الشرق” أن لجنته ناقشت هذا الملف عدة مرات مع وزارة الكهرباء. مؤكداً وجود البدائل للغاز الإيراني لكن ينقصها التنفيذ من قبل الحكومة، حسب قوله. 

وأشار نوري إلى أن اللجنة ستجتمع قريباً مع وزير الكهرباء لمناقشة خطة الوزارة، لتقليل ساعات انقطاع التيار، بعد تراجع كميات الغاز الإيراني المستورد.

بدائل طويلة الأجل

على المدى الأبعد، تسعى الحكومة العراقية لمواجهة أزمة الطاقة عبر أكثر من مسار:

  • الاستيراد من تركمانستان 

 وأشار الناطق بلسان وزارةة الكهرباء في حديثه مع “الشرق” إلى العمل على استيراد الغاز من تركمانستان التي تنتظر اكتمال الإجراءات المالية والإدارية من قبل مصرف التجارة العراقية، من خلال فتح الاعتماد وتحويل الاموال للجانب التركمانستاني.

وقعت الوزارة، في أكتوبر العام الماضي، اتفاقية مع تركمانستان لتوريد نحو 20 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى البلاد، لحل أزمة الكهرباء، ئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني كان قد طلب في يناير الماضي، من إيران تسهيل إجراءات ‏نقل الغاز من تركمانستان إلى بلاده عبر الأراضي الإيرانية. ويخطط العراق للاعتماد بنسبة 50% على الغاز من تركمانستان خلال فصل الصيف، بحسب بيانات حكومية سابقة. 

  • الاعتماد على الغاز المسال

ضمن الحلول المطروحة أيضاً استيراد الغاز المسال، وهو ما يتطلب امتلاك منصات تغويز لإعادة السائل إلى حالته الغازية قبل ضخه في الأنابيب الممتدة إلى محطات الطاقة.

 أكد موسى أن هذا المسار قيد التشغيل بالفعل، فور اكتماله في ميناء خور الزبير، وبعدها يمكن للعراق أن يستورد الغاز المسال من اي دولة.

تلقى العراق مؤخراً عدة عروض لاستيراد سفن التغويز، ودخل بالفعل مفاوضات مع شركة “إكسيليريت إنرجي” (Excelerate Energy)  الأميركية لإبرام أول اتفاق.

  • الربط الكهربائي

وعن البدائل الأخرى لتوفير الطاقة الكهربائية اكد موسى أن العمل بمشروع الربط الخليجي من المتوقع أن يكتمل قبل نهاية العام الحالي، وسيوفر في حال تشغيله 500 ميغاواط ستصل الى محطات محافظة البصرة كمرحلة أولى،  وأن المرحلة الثانية من المتوقع ان تصل الى 2000 ميغاواط، وهنالك مشروع خط الأردن وهو قيد العمل وسيعطي كمرحلة أولى 50 ميغاواط كما أن هنالك اتفاق مع الجانب الأردني أن يصل الى 150 ميغاواط كمرحلة ثانية.

وعن خط الربط مع تركيا افاد موسى أنه في الوقت الحالي يتم توريد  300 ميغاواط لكن من المتوقع أن تصل المرحلة الثانية الى 600 ميغاواط لكنها تتطلب الحصول على  موافقة الاتحاد الأوروبي، كون الشبكة التركية مربوطة بالاتحاد الأوروبي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *