اخر الاخبار

كيف يقيم المحللون آفاق سوق النفط بعد القصف الأميركي على إيران؟

أضافت الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة على إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع مزيداً من المخاطر على إمدادات النفط العالمية، التي لم تتأثر حتى الآن ببعض من أشد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط منذ سنوات.

وقفز خام “برنت” في وقت مبكر من يوم الإثنين ليتجاوز مستوى 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ منتصف يناير، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الضربات الجوية “سحقت” المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في إيران. إلا أن الخام قلّص مكاسبه لاحقاً، مع بقاء “مضيق هرمز” مفتوحاً أمام حركة ناقلات النفط.

ويحاول المحللون حالياً الموازنة بين تصاعد المخاطر الجيوسياسية من جهة، والمخاوف السابقة من أن تؤدي وفرة الإنتاج وتباطؤ الاقتصاد العالمي إلى تخمة في المعروض. وفيما يلي أبرز ما قاله مراقبو سوق النفط:

“إيران ستكون شديدة الحذر”

قال بوب ماكنالي، رئيس ومؤسس مجموعة “رابيدان إنرجي” والمسؤول السابق عن شؤون الطاقة في البيت الأبيض، إن إيران ستكون على الأرجح شديدة الحذر حيال تعطيل مضيق هرمز، الممر البحري الضيق الفاصل بين إيران وشبه الجزيرة العربية، والذي يمر عبره نحو 25% من نفط العالم و20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف ماكنالي في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن “المتعاملين في السوق يحبسون أنفاسهم، بانتظار معرفة ما إذا كان الصراع سيتوسع ليتجاوز الأهداف العسكرية والسياسية، ويشمل تجارة الطاقة”. وأضاف: “حتى الآن، لم يضغط أحد على الزناد. وإذا لم يفعلوا، فأنا أتوقع انعكاساً في الأسعار”.

“طهران تمتلك خيارات أخرى”

ترى مويُو شو، كبيرة محللي الخام في “كيبلر”، أن إيران تمتلك خيارات أخرى للرد، من بينها استخدام وكلائها الإقليميين لتعطيل تدفقات التجارة العالمية بطرق غير مباشرة. وهو ما حدث بعد غزو إسرائيل لقطاع غزة في عام 2023، عندما بدأت جماعة الحوثي في اليمن بمهاجمة السفن في البحر الأحمر.

وقالت شو: “إذا أغلقت إيران مضيق هرمز، ولو ليوم واحد فقط، فقد يصل سعر النفط مؤقتاً إلى 120 أو حتى 150 دولاراً للبرميل. وإذا استهدفت منشآت كبرى لإنتاج أو تصدير النفط، فقد يدفع ذلك الأسعار إلى مستويات أعلى ولفترة أطول”.

تقلبات حادة في الأسعار بسبب الصراع

رأت فاندانا هاري، مؤسسة شركة الاستشارات “فاندا إنسايتس”، أن أسواق النفط شهدت تذبذباً شديداً منذ أن بدأت إسرائيل بضرب البنية التحتية النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر، إذ تبدأ بعض الجلسات بارتفاع حاد في الأسعار، قبل أن تتحول إلى خسائر يومية.

وأضافت أنه يتعين على المتداولين تجاوز مفاجأة الأخبار، وتحليل ما إذا كانت المخاطر الكامنة قد تغيرت بالفعل.

وتابعت: “إلى جانب رد الفعل الانفعالي على الهجمات الأميركية الصادمة، تحتاج السوق إلى تقييم ما إذا كان خطر أسوأ سيناريوهات انقطاع الإمدادات قد ارتفع. لا أرى زيادة ملموسة في هذا الخطر حتى الآن”. 

“الكرة في ملعب إيران الآن”

قال هاري تشيلينغيريان، رئيس قسم أبحاث وتحليلات النفط في شركة “أونيكس كوموديتيز”، إنه يراقب بشكل خاص ما إذا كانت إيران ستخاطر بجذب الولايات المتحدة بشكل أعمق إلى الصراع، من خلال الرد عبر استهداف أصول عسكرية أميركية أو بنى تحتية للطاقة في المنطقة، وهو ما قد يدفع الأسعار إلى الأعلى. وإذا اقتصر الرد على إسرائيل، فقد يقلل ذلك من مخاوف التصعيد.

وأضاف: “الكرة الآن في ملعب إيران للرد. وعلى الرغم من أنها تقول إن جميع الخيارات مطروحة، إلا أن بعضها أكثر أهمية من غيره”.

“المخاطر لا تقتصر على النفط”

من جهتها، قالت جون غوه، كبيرة محللي سوق النفط في “سبارتا كوموديتيز”، إن المخاطر لا تقتصر على النفط الخام، فمضيق هرمز يُعد أيضاً نقطة اختناق رئيسية لصادرات الغاز الطبيعي المسال والمنتجات المكررة مثل الديزل ووقود الطائرات، وقد تشهد بعض أسواق الوقود أكبر استجابات سعرية للتطورات الأخيرة.

وأضافت: “سلاسل توريد الديزل ووقود الطائرات هي الأكثر عرضة للتأثر، إذ تمر شحنات النفط من الخليج العربي والساحل الغربي للهند عبر مضيق هرمز لتلبية الطلب في أوروبا، وهي السوق الرئيسية لهذه المنتجات. ومن المتوقع أن يتسع الفارق السعري بين الشرق والغرب للمشتقات الوسطى، بهدف تحفيز تدفق البراميل إلى الأسواق الغربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *