قادة “مجموعة السبع” يفشلون في إقناع ترمب بزيادة الضغط على روسيا

لم تُفضِ النقاشات التي دارت بين قادة “مجموعة السبع” خلال عشاء مساء الإثنين، إلى دفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، بحسب أشخاص مطّلعين على فحوى الاجتماع.
ورغم أن ترمب يواصل حثّ فلاديمير بوتين على قبول وقف إطلاق نار في الحرب على أوكرانيا، فإنه لا يزال يرفض فرض عقوبات جديدة على موسكو، رغم تهديده بذلك في مناسبات عديدة.
وفي القمة المنعقدة بغرب كندا، زاد الرئيس الأميركي من إحباط حلفائه بقوله إن العقوبات “تُكلّف الولايات المتحدة الكثير من المال”، وكرر تلك الاعتراضات خلال العشاء، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
بيان مرتقب يدعم أوكرانيا رغم تردد واشنطن
من المتوقع أن يُصدر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بياناً باسم الرئاسة يؤكد فيه دعم “مجموعة السبع” للجهود الأميركية الرامية لإحلال السلام، وأن أوكرانيا أظهرت استعدادها لوقف إطلاق النار بينما روسيا لم تفعل ذلك، مع التأكيد على ضرورة استمرار الضغط على موسكو من خلال العقوبات. ولم يعلّق المتحدث باسم كارني على محتوى البيان.
ورغم عدم صدور التزام صريح من ترمب، بقي بعض قادة المجموعة، من بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، متفائلين بأن الرئيس الأميركي سيتخذ في النهاية قراراً بفرض قيود على موسكو.
وقد طرحت المفوضية الأوروبية حزمة العقوبات الـ18 عشية القمة، في حين أعلنت المملكة المتحدة عن قيود جديدة تستهدف قطاعي الطاقة والمال في روسيا. كما يضغط الطرفان لخفض سقف أسعار النفط الروسي المفروض من “مجموعة السبع”، وهي خطوة تعارضها واشنطن حتى الآن.
خلافات أوروبية حول سقف الأسعار
لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بدت وكأنها تتراجع عن اقتراح خفض السقف، والذي يُعد عنصراً رئيسياً في الحزمة الجديدة الهادفة إلى تقليص قدرة بوتين على تمويل آلته الحربية.
وكانت بروكسل قد اقترحت خفض السقف من 60 دولاراً إلى 45 دولاراً للبرميل، لكن الارتفاع الأخير في أسعار الخام عقّد جهود التوصل إلى إجماع بين الدول الأعضاء.
وقالت فون دير لاين على هامش القمة: “في الأيام الأخيرة، رأينا أن السعر قد ارتفع، وبالتالي فإن سقف السعر يواصل أداء وظيفته. وفي الوقت الحالي، لا يوجد ضغط كبير لخفض السقف”.
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقال للصحفيين إنه يدعم خفض السقف، مضيفاً: “ما زلنا ندرس كيفية تطبيق ذلك، لكنني أؤمن بشدة بضرورة فرض هذه العقوبات”.
تصعيد روسي ضد كييف
تأتي هذه النقاشات في وقت تشنّ فيه روسيا إحدى أعنف حملاتها الجوية على أوكرانيا منذ بدء الحرب، ما يؤشر إلى غياب أي نية حقيقية لإنهاء النزاع.
وسقط ما لا يقل عن 14 شخصاً في كييف جراء غارات جوية روسية خلال الليل، في ما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “واحدة من أبشع الهجمات”، بعدما استهدفت الطائرات المسيّرة والصواريخ مواقع عدة في العاصمة، أو سقطت حطامها فوقها.
وقال زيلينسكي إن ضربة مباشرة على مبنى سكني مؤلف من تسعة طوابق تسببت بانهيار قسم كامل منه، وإن أعمال البحث لا تزال جارية للعثور على ناجين تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن عدد المحاصرين غير معروف بعد، في ظل الأضرار التي لحقت بعدة مناطق في المدينة.
وقال زيلينسكي عبر منصة “إكس” بعد وصوله إلى كندا لحضور القمة: “مثل هذه الهجمات إرهابٌ خالص. ويجب على العالم بأسره، الولايات المتحدة وأوروبا، أن يردّ أخيراً كما تردّ المجتمعات المتحضرة على الإرهابيين”.
إلغاء لقاء ترمب مع زيلينسكي
كان من المقرر أن يلتقي زيلينسكي الرئيس ترمب يوم الثلاثاء، لكن هذا اللقاء أُلغي بعد عودة الرئيس الأميركي بشكل مبكر إلى واشنطن، قائلاً إنه بحاجة إلى التعامل مع الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط.
ويزداد شعور الدول الأوروبية بعدم الثقة بقدرة ترمب على الالتزام بتعهداته، لذا تسعى إلى كسب الوقت عبر مواصلة الانخراط معه من دون مواجهته، بينما تعمل بالتوازي على تعزيز علاقاتها الأمنية مع حلفاء يشاطرونها التوجه، وتدرس سبل دعم أوكرانيا في ظل تضاؤل شهية واشنطن لمواصلة تقديم المساعدات.