اخر الاخبار

التشويش على السفن في الخليج العربي يتزايد مع تصاعد الحرب

عانت أكثر من 900 سفينة في مضيق هرمز والخليج العربي من خلل في إشارات الملاحة خلال نهاية الأسبوع، ما أثار اضطراباً في الممر الملاحي الحيوي وسط تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.

أظهرت بيانات منصة “ستار بورد ماريتايم إنتليجنس” (Starboard Maritime Intelligence) و”بلومبرغ” أن السفن تبحر في المنطقة في خطوط مستقيمة يستحيل سلوكها، أو تتخذ مسارات متعرجة في المياه، أو تبدو كأنها قرب الساحل. ويؤثر هذا الخلل الفني على ناقلات النفط، وسفن الشحن، وزوارق السحب، ومراكب الصيد، وغيرها منذ الجمعة، ويؤدي إلى تزايد الاعتماد على الرادارات، والبوصلات، والرؤية المباشرة، ما يرفع احتمال وقوع حوادث تصادم.

وحذر مركز المعلومات البحرية المشترك، وهو مجموعة عمل بحرية دولية تراقب المنطقة، الأحد من وجود حالات “تشويش شديد” على الإشارات الصادرة عن ميناء “بندر عباس” الإيراني، لكنه لفت إلى عدم وجود مؤشرات على إغلاق محتمل لمضيق هرمز، الذي يمر عبره أكثر من ربع تجارة النفط العالمية. وكررت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية التحذيرات يوم الإثنين، وأضافت أن التشويش يتزايد في الخليج، ويؤثر على كيفية إبلاغ السفن عن موقعها عبر الأنظمة الآلية.

مسارات غير منتظمة للسفن في الخليج

قال مارك دوجلاس، محلل شؤون الملاحة البحرية في “ستاربورد”، إن “هذا ليس المكان المناسب، ولا الوقت المناسب لوجود أنظمة ملاحة تعجز عن تحديد الموقع الدقيق. ورغم أن إغلاق المضيق يبدو احتمالاً مستبعداً، فإن هذا النوع من التشويش واسع النطاق يثير قلق كل من يعمل في المنطقة”. 

دخلت “فرونت تاين”، ناقلة النفط العملاقة التي تشغلها شركة “فرونت لاين” (Frontline)، مضيق هرمز. وبعد فترة قصيرة، أظهرت إشارتها أنها تبحر شمالاً نحو “بندر عباس”، ثم تتخذ مساراً متعرجاً نحو الجنوب في الخليج، وبعدها تحوم قرب الساحل، ثم تتجه في النهاية إلى السعودية.

كما أظهرت “إيلاندرا ويلو”، الناقلة متوسطة الحجم التي تملكها شركة “فيتول غروب”، تحركات غير منتظمة مع اقترابها من “بندر عباس” في طريقها للخروج من الخليج. أما ناقلة “بيجاسوس” من طراز “سويز ماكس” التي تشغلها “بانثيون تانكرز مانجمنت” (Pantheon Tankers Management)، فإشاراتها تظهر مواقع على بر إيران الرئيسي منذ صباح الإثنين.

لم ترد “فرونت لاين”، ولا “فيتول”، ولا “بانثيون” مباشرةً على طلبات التعليق.

إغلاق مضيق هرمز احتمال مستبعد

يشكل مضيق هرمز بوابة الخليج العربي، حيث تُحمّل كبرى الدول المُنتجة للنفط، بما فيها السعودية وقطر والكويت وإيران، الناقلات بالخام وترسلها عبر المضيق إلى المشترين النهائيين. وقد تزايدت المخاوف من احتمال إغلاق إيران الممر البحري بعد الغارات التي شنتها عليها إسرائيل الأسبوع الماضي.

علق الكثير من مالكي الناقلات إرسال سفنهم إلى الخليج العربي، بحسب وسطاء شحن. وشهدت عقود الشحن الآجلة للرحلة من الشرق الأوسط إلى آسيا -التي تعد معياراً للقطاع- لشهر يوليو، ارتفاعاً بنحو 12% الجمعة، وهي عقود تراهن في الأساس على التكلفة المستقبلية لشحن النفط عبر هذا المسار.

أبدى المحللون تحفظات بشأن احتمال إغلاق إيران المضيق، نظراً لاعتمادها على الدخل الناتج عن شحنات النفط، بالأخص إلى الصين. فوقف صادرات الدول المُنتجة الأخرى قد يؤدي إلى رد فعل من الولايات المتحدة وحلفائها.

قال أنوب سينغ، المدير العالمي لبحوث الشحن في شركة “أويل بروكريج” (Oil Brokerage)، في مذكرة صدرت الأحد، لذلك، فحدوث اضطرابات في الإمدادات هو الاحتمال الأرجح، وأن مضيق هرمز هو “ورقة إيران الأخيرة في المساومة، ولا تُستخدم هذه الأوراق إلا عند ظهور السيناريو الأسوأ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *