أسعار النفط ترتفع بدعم من بيانات الوظائف الأميركية القوية

ارتفعت أسعار النفط بعدما خففت بيانات الوظائف الأميركية الأقوى من المتوقع، المخاوف من تباطؤ اقتصادي قد يُقوّض الطلب، ما دفع المتداولين الخوارزميين إلى تقليص مراكزهم البيعية.
وصعد خام “برنت” تسليم أغسطس بنسبة 1.7% ليغلق عند 66.47 دولاراً للبرميل، كما قفز خام “غرب تكساس” الوسيط بنحو 2% ليغلق فوق مستوى 64 دولاراً للبرميل، مسجلاً أكبر مكاسب أسبوعية منذ نوفمبر.
وتحرّك الخام صعوداً مع الأسهم بعد أن تجاوز نمو الوظائف الأميركية في مايو توقعات الاقتصاديين بفارق طفيف، مما بدّد المخاوف بشأن تراجع الطلب على المدى القريب. كما دفعت هذه الأرقام العقود الآجلة للديزل، والتي تعتبر حساسة للاقتصاد، إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين.
بيانات التوظيف تخفف المخاوف بشأن الطلب
قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في الطاقة لدى مجموعة “سي آي بي سي برايفت ويلث” (CIBC Private Wealth) إن “التداول هادئ نسبياً اليوم، مع استمرار العوامل الكلية في دفع السردية السائدة في السوق”.
وأضافت أن “بيانات البطالة تخفف من مخاوف انخفاض الطلب بشكل حاد بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية”.
دفعت البيانات الاقتصادية الإيجابية مستشاري التداول في السلع إلى تقليص توجههم البيعي. فالصناديق، التي يمكنها تسريع زخم الأسعار، قامت بتصفية مراكزها البيعية لتصل إلى سالب 9% في مراكز خام “غرب تكساس” الوسيط يوم الجمعة، مقارنة بسالب 64% في 5 يونيو، بحسب بيانات مجموعة “بريدجتون ريسيرش”.
تفاؤل إزاء محادثات التجارة يدعم المكاسب
تلقى الارتفاع دعماً من استمرار معنويات “المخاطرة” الإيجابية بدعم من مؤشرات مشجعة على محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ قد اتفقا على مواصلة المفاوضات بشأن الرسوم الجمركية وإمدادات المعادن النادرة.
وتأتي هذه الإشارات الإيجابية في ظل سوق نفط باتت محصورة في نطاق ضيق خلال الأسابيع الأخيرة. إذ تداولت الأسعار ضمن نطاق سعري قدره 5 دولارات منذ منتصف مايو، بينما بلغ مقياس التقلبات في العقود الآجلة للخام الأميركي أدنى مستوياته منذ أوائل أبريل.
ضبابية في آفاق السوق
تلقّت سوق النفط ضربات متتالية في الولاية الثانية لترمب، حيث تهدد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الطلب العالمي.
في الوقت نفسه، تضيف مجموعة “أوبك+” براميل إضافية إلى السوق بوتيرة أسرع من المتوقع، مما يزيد من غموض الآفاق الضعيفة بالفعل للنصف الثاني من العام.
في غضون ذلك، هوى عدد منصات الحفر النفطية في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ نحو أربع سنوات، في وقت يتوقع مستكشفو النفط الصخري ضعف الطلب العالمي على النفط.