اخر الاخبار

قرارات ترمب بتأجيل فرض الرسوم تعزز أداء عملات الأسواق الناشئة

ارتفع مؤشر عملات الأسواق الناشئة بعد أن عزز قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتمديد المهلة المفروضة على الرسوم الجمركية القاسية ضد الاتحاد الأوروبي شهية المخاطرة، وذلك في جلسة تميزت بانخفاض أحجام التداول، بسبب عطلات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وصعد مؤشر “إم إس سي آي” الشامل لعملات الأسواق الناشئة، والذي يشمل العائد الإجمالي بما في ذلك الفوائد المكتسبة على تلك العملات، بنسبة 0.4% ليسجل مستوى قياسياً جديداً، رغم أن أداء العملات في الدول النامية كان متبايناً في ظل ضعف السيولة. أما مؤشر الدولار فظل يحوم بالقرب من أدنى مستوياته خلال نحو عامين.

كانت معنويات الإقبال على المخاطرة واضحة أيضاً في بعض أسواق الأسهم، رغم تراجع مؤشر “إم إس سي آي” العالمي للأسهم. وسجل مؤشر كوريا الجنوبية القياسي أداءً لافتاً بارتفاعه 2%، فيما صعد مؤشر “نيفتي 50” الرئيسي في الهند بنسبة 0.6%.

وقالت إيمي أولدنبرغ، رئيسة استثمارات الأسهم في الأسواق الناشئة لدى “مورغان ستانلي إنفستمنت مانجمنت”: “نبدأ الآن فعلاً في رؤية العوامل تتماشى في الاتجاه نفسه”. وأضافت: “شهدنا ضعفاً كبيراً في الدولار، وهذا أعطى دفعة قوية لبعض أسواقنا”.

تهدئة تجارية على ضفتي الأطلسي

جاءت هذه التحركات بعدما مدّد ترمب المهلة النهائية لفرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي حتى يوليو، بينما وافق الاتحاد الأوروبي على تسريع المفاوضات مع الولايات المتحدة لتفادي حرب تجارية عابرة للأطلسي، وذلك عقب مكالمة هاتفية بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وترمب، بعد أيام فقط من انتقاد الرئيس الأميركي للاتحاد.

وقد تراجع الحماس تجاه الدولار الأميركي هذا العام بسبب السياسة التجارية غير المتوقعة في واشنطن والمخاوف المتعلقة بالعجز المالي، وهي عوامل أضرت بحالة الاستثمار في الولايات المتحدة.

وقال هنريك غولبيرغ، استراتيجي الاقتصاد الكلي في شركة “كوإكس بارتنرز ليمتد”: “سياسات ترمب التجارية والمالية غير المتوقعة تعني أن على المستثمرين التحوط بشكل أكثر حذراً تجاه انكشافهم على الأصول الأميركية، وإعادة تخصيص استثماراتهم بعيداً عنها”.

وكان الزلوتي البولندي الأفضل أداءً بين عملات الأسواق الناشئة يوم الإثنين، بينما جاء أداء الريال البرازيلي ضعيفاً، وسط قلق مستمر بشأن السياسة المالية وإجراءات ضريبية جديدة.

وكانت خطة الحكومة البرازيلية لزيادة ضريبة على المعاملات المالية قد واجهت انتقادات، فيما ألغى وزير المالية فرناندو حداد ضريبة بنسبة 3.5% على الاستثمارات الخارجية من الصناديق البرازيلية. وقال حداد للصحفيين يوم الإثنين، إن الحكومة ستقرر بشأن إجراءات مالية جديدة بحلول نهاية الأسبوع.

الرسوم الجمركية وأوكرانيا

رغم أن قرار ترمب بتمديد المهلة الخاصة بالرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي يدعم عملات الأسواق الناشئة، قال بيوتر ماتيس، كبير المحللين في شركة “إنتاتش كابيتال ماركتس” إن “المكاسب لا تزال متواضعة نسبياً حتى الآن”.

وأضاف: “يمكن عزو ذلك إلى المخاوف من أن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب يمكن أن تسفر عن ركود تضخمي على الاقتصاد الأميركي، وهو الشريك التجاري الأهم بالنسبة للعديد من الدول الناشئة”.

وفي سياق منفصل، قال ترمب إنه “بكل تأكيد” يفكر في فرض عقوبات جديدة على روسيا، في ظل تصاعد العنف في أوكرانيا. وقد أدلى ترمب بهذه التصريحات للصحفيين يوم الأحد، مشيراً إلى تزايد إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن حالة مفاوضات السلام.

وكانت السندات الدولارية الأوكرانية قد سجلت أسوأ أداء بين أسواق الديون في الدول الناشئة خلال عام 2025، مع تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق سلام، في انعكاس حاد للمكاسب التي حققتها في وقت سابق من العام، حين كانت الرهانات على وقف إطلاق النار قد جعلت من الديون الأوكرانية إحدى أفضل السندات أداءً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *