ما هي أسلحة اليابان في مفاوضات الرسوم مع الولايات المتحدة؟

قد تعرض اليابان مساهمات مالية وفنية تتراوح بين الاستثمار في مشروع خط أنابيب للغاز الطبيعي المسال في ألاسكا، وخبراتها في بناء السفن، في إطار سعيها لتمهيد الطريق نحو إبرام اتفاق بشأن الرسوم تعريفات مع الولايات المتحدة بحلول منتصف يونيو.
قال رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا يوم الأحد إن اليابان ستُبرز خبرتها في بناء كاسحات الجليد، وهو مجال تشتد الحاجة إليه مع تزايد المخاوف الأمنية في منطقة القطب الشمالي، كما ستعرض المساعدة في إصلاح السفن الحربية الأميركية التي تُسيّر دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك بالتزامن مع عودة المفاوض التجاري الذي اختاره رئيس الوزراء، ريوسي أكازاوا، إلى طوكيو عقب جولة ثالثة من المناقشات مع نظرائه الأميركيين في واشنطن.
اجتماع بين إيشيبا وترمب في قمة السبع
أبدى أكازاوا أمله في التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب قبل اجتماع ثنائي مُخطط له بين إيشيبا ودونالد ترمب على هامش قمة مجموعة السبع في كندا الشهر المقبل.
قال إيشيبا يوم الأحد، تعليقاً على الاجتماع الأخير بين أكازاوا ونظرائه: “كانت هناك مناقشات ملموسة حول توسيع التجارة، والإجراءات غير الجمركية، والتعاون في مجال الأمن الاقتصادي. تم إحراز تقدم في هذه المجالات. نعتزم المضي قدماً في المناقشات مع وضع قمة مجموعة السبع في الاعتبار”.
تعكس تصريحات إيشيبا زخماً متزايداً في المفاوضات، حيث تُهدد الرسوم الجمركية الأمريكية بجر الاقتصاد الياباني إلى ركود فني قبل انتخابات مجلس المستشارين المقررة في يوليو. وقبل زيارة أكازاوا الأخيرة لواشنطن، أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع إيشيبا تعهد فيه بالاجتماع في كندا. ويُتوقع أن يزور أكازاوا واشنطن مرة أخرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع للقاء وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي غاب عن اجتماعات الأسبوع الماضي.
استثمار ياباني في ألاسكا
يواصل إيشيبا التأكيد على مساهمات اليابان الاستثمارية في الاقتصاد الأمريكي، سعياً منه للحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأميركية الإضافية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن اليابان قد تعرض التعاون في مشروع يخص الغاز الطبيعي في ألاسكا كجزء من محادثات التجارة، على الرغم من أن صحيفة “يوميوري” (Yomiuri) أفادت بأن بعض الشكوك لا تزال قائمة بشأن تكاليف المشروع المقدرة بـ 44 مليار دولار. وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن ماسايوشي سون، مؤسس “سوفت بنك”، اقترح بشكل منفصل إنشاء صندوق ثروة سيادي أميركي ياباني للاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية.
أثار ترمب دهشة السوق بتأييده الشراكة بين شركة يونايتد ستيتس ستيل كورب وشركة نيبون ستيل اليابانية، مع بقاء التفاصيل غير واضحة حول ما إذا كان هذا سيؤدي إلى الاستحواذ الذي سعت إليه نيبون ستيل طويلاً أم مجرد استثمار في حصة أقلية. وامتنع أكازاوا عن التعليق على كيفية تأثير صفقة كبرى للشركة على محادثات الرسوم الجمركية، لكن محللين قالوا إنها قد تساعد.
رسوم السيارات مكون أساسي
“هذه أخبار إيجابية للغاية للأجواء المحيطة بالمفاوضات، وتُعزز الثقة بين الجانبين. لكن الأمر لا يزال يتعلق بنقاش محتدم حول رسوم السيارات”، بحسب ما قاله كورت تونغ، الدبلوماسي الأميركي السابق الكبير في آسيا والشريك الإداري الحالي في “آسيا غروب” (Asia Group)، على تلفزيون بلومبرغ يوم الإثنين.
قد يكون اقتراح مجموعة السبع بتحديد جدول زمني لصالح اليابان في المفاوضات، شريطة أن تحصل طوكيو على شكل من الإعفاء من رسوم السيارات، التي تُعد من أهم أولوياتها.
وقال تونغ: “هناك انتخابات قادمة في يوليو، والحكومة اليابانية بحاجة ماسة إلى تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المفاوضات”.
ركود فني يهدد اقتصاد اليابان
وكما هو الحال مع دول أخرى، فرض ترمب على اليابان ضريبة بنسبة 25% على السيارات والصلب والألمنيوم، ورسوماً جمركية شاملة بنسبة 10%. ومن المقرر زيادة ما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة إلى 24% في أوائل يوليو، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
تُشكّل السيارات ومكوناتها حوالي ثُلث إجمالي الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة. تُعد صناعة السيارات محركاً رئيسياً لنمو الاقتصاد الياباني، وتُوظف حوالي 8% من القوى العاملة. وقد أظهرت بيانات التجارة لشهر أبريل انخفاضاً في صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة، مما يثير خطر وقوع ركود فني للاقتصاد الذي انكمش في الربع الأول.