اخر الاخبار

الحياد الإيجابي.. كيف تقوم السعودية بدورها كوسيط دولي لحل الصراعات؟

برزت السعودية كقوة دبلوماسية صاعدة خلال السنوات الأخيرة، تتبنى سياسة “الحياد الإيجابي” وتسعى للعب دور الوسيط في النزاعات الدولية والإقليمية. برنامج “بيزنس ويك” على قناة الشرق” لهذا الأسبوع تناول هذا الموضوع بتحليل دوافع السعودية للعب هذا الدور وإمكاناتها التي تمكنها من القيام به. 

استضافت السعودية محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، وأخرى بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، ما عزز مكانتها كوسيط موثوق على الساحة الدولية. وعلى الساحة الإقليمية، رتبت اجتماعات لبحث حلول لنزاعات المنطقة، مثل الصراعات في السودان واليمن، ومحاولات إيقاف الحرب في غزة، إضافة إلى الدور البارز الذي لعبه ولي العهد في رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، ودعم المملكة مشروع الدولة اللبنانية في المرحلة الجديدة.

حسن الحسن، زميل أول لسياسات الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالبحرين، قال خلال مشاركته في البرنامج، إن ما مكّن السعودية من لعب هذا الدور هو مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية كونها مركزاً للعالم الإسلامي، إضافة إلى العامل الاقتصادي فهي الدولة الوحيدة بالمنطقة العضو في مجموعة العشرين. 

السعودية في دور الوسيط لحل النزاعات

الحسن أشار إلى أن “القيادة الشابة في السعودية لديها رغبة حقيقية للعب دور الوسيط في حل النزاعات ونزع فتيل الصراعات، سواءً على مستوى المنطقة أو الإقليم أو العالم”، منوّهاً بأن ترسخ مكانة السعودية يتضح من كونها مقصداً لزيارات رؤساء الدول العظمى، مثل رئيسي الولايات المتحدة والصين، وقدرتها على عقد القمم والمؤتمرات الدولية.




تعمل الرياض على تخفيف التوترات مع إيران، وقد شهدت العلاقات بين البلدين تحسناً ملحوظاً قاد إلى تبادل الزيارات الدبلوماسية ومناقشة قضايا أمنية واقتصادية مشتركة. وهو ما يعكس رغبة القيادة السعودية في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

الحسن قال إن مساعي المملكة لتهدئة الأوضاع في المنطقة تنعكس إيجاباً على طموح المسؤولين السعوديين في تنفيذ رؤى اقتصادية تجعل من المنطقة بيئة مستقرة آمنة قادرة على جذب الاستثمارات.  

ونوّه بأن السعودية تسعى في علاقتها الدولية إلى خلق نوع من التوازن و”الحياد الإيجابي”، مضيفاً أنها حريصة على علاقاتها مع جميع شركائها الدوليين في الولايات المتحدة والصين وروسيا وجميع الدول الأخرى، كونها تتشابك معها في ملفات استراتيجية هامة تتراوح بين الدفاع والأمن والطاقة والاقتصاد والتجارة، و”هي لا ترغب في أن تضحي بعلاقة لصالح علاقة أخرى”. 

“خوض السعودية لغمار نزع فتيل الأزمات الإقليمية والدولية لن يكون مساراً خالياً من الصعوبات والتحديات” وفقاً للحسن. وأضاف: “فهناك أزمات لم تتمكن حتى الأطراف الإقليمية والدولية من حلحلتها، مؤكداَ أن محصلة هذه الأدوار الدبلوماسية تشير إلى أن نفوذ السعودية على الساحة الدولية في مسار صاعد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *