شركات الغاز في الصين تضطلع بدور جديد في التجارة العالمية

تستفيد شركات الغاز الصينية من تنويع مصادر الإمدادات، ومرونة نظام توليد الطاقة، في التحول إلى الاضطلاع بدور المورّدين المرنين على مستوى العالم.
قال وانغ هايان، نائب المدير العام لذراع التجارة التابعة لـ”بتروتشاينا”، أكبر منتجة للغاز في الصين، إن الشركة تبحث عن حصص في أنشطة التنقيب والإنتاج في مشروعات تصدير الغاز الطبيعي المُسال، أو اتفاقيات شراء مرنة لدعم التحول من مشترٍ في الأسواق الخارجية إلى متداول كبير.
وأضاف خلال جلسة نقاشية في “المؤتمر العالمي للغاز” في بكين، أن الشركة تتطلع لتعزيز محفظتها من أصول الغاز المُسال إلى 35 مليون طن بحلول 2030، ما يمثل قفزة بنسبة 75% مقارنةً بالمستوى الحالي.
بالنسبة للصين، يمثل ذلك تحولاً في الأدوار. اعتادت آسيا أن تشكل المصدر الرئيسي للطلب وتحديد الأسعار، بينما أدت الدول الأوروبية دور المصب، إذ تستوعب الشحنات في حالة وجود تخمة في المعروض. لكن الوضع تغير بعدما انخفضت تدفقات الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب بشكل كبير بعد غزو أوكرانيا.
زيادة الإنتاج المحلي تدعم دور الصين الجديد
لفتت تشو يانيان، المديرة العامة لمركز التداول والسلع في وحدة تابعة لـ”سينوك”، أكبر شركة مستوردة للغاز المُسال في الصين، إلى أن “دور المُوازِن التي اعتادت السوق الأوروبية القيام به أصبح دوراً تضطلع به الصين. والسبب في ذلك بسيط جداً؛ أن الصين لديها وفرة في الإمدادات من مصادر متعددة”.
وأوضحت تشو أنه على سبيل المثال، خفضت الصين واردات الغاز المُسال بنحو 20% خلال الربع الأول، إذ أعادت توجيه الشحنات إلى أوروبا، حيث كانت أسعار الغاز ترتفع. وعوّضت الصين حوالي 75% من هذه الفجوة بزيادة الإنتاج المحلي والواردات المنقولة عبر خطوط الأنابيب.
كما رفعت الدولة الآسيوية توليد الطاقة النظيفة بعد تركيب عدد قياسي من توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية، ما وفر لمحطات الكهرباء التي تعمل بالغاز مرونة أكبر في خفض توليد الطاقة، بحسب تشو. لكن القطاعات الرئيسية الأخرى في الطلب على الغاز، مثل المصانع ووسائل النقل والتدفئة، كانت أقل مرونة.
كذلك يمثل السعي إلى تحقيق الأرباح أحد دوافع التحول في دور الصين، فاستيراد شحنات غاز مُسال إلى السوق المحلية عندما يمكن إعادة بيعها في الخارج بأسعار أعلى قد لا يكون خياراً اقتصادياً منطقياً في بعض الأحيان.