وزير الخارجية: إيران تعطي الأولوية لدول الجوار بخططها الاقتصادية

أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “الدول المجاورة لنا تمثل الأولوية في العلاقات التجارية، ووضعنا هذه الدول في مقدمة خططنا للتعاون الاقتصادي.. وهناك العديد من الفرص الاقتصادية بيننا”.
عراقجي أفصح في مقابلة خاصة مع “الشرق”، تُبثُّ غداً الخميس: “قد تُفاجَأ بحجم تجارتنا مع بعض دول المنطقة، لكنني لا أرغب في ذكر أسماء أو أرقام.. إذا نظرنا إلى الإحصاءات، سنجد أن حجم تجارتنا مع الدول المجاورة كبير جداً. والأهم من ذلك، إلى جانب التجارة الرسمية، هناك تجارة غير رسمية ربما تكون أكبر حجماً، ولا نواجه أي مشكلة في هذا الصدد”.
العقوبات تُعيق التعاون الاقتصادي الكامل مع السعودية
بالنسبة إلى العلاقة مع المملكة العربية السعودية تحديداً، فقد وصفها عراقجي بأنها الآن في “وضع ممتاز”. مستطرداً: “منذ أن تم تجديد العلاقات واستئنافها، شهدنا تعاوناً جيداً بين الطرفين، وهناك حالياً تفاهم أكبر بيننا في مختلف القضايا المتعلقة بالمنطقة والعالم الإسلامي، حيث نتقاسم العديد من وجهات النظر”.
زار عراقجي في 10 مايو الجاري، مدينة جدة السعودية، وذلك قبل الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وعقد محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومن ثم أطلعه بعد انتهاء الجولة على آخر مستجدات المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
منذ إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمسار المفاوضات مع طهران، أجرت الولايات المتحدة وإيران 4 جولات من التفاوض بين روما ومسقط، بهدف كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات، وتحديد موعد جولة خامسة.
وتابع وزير الخارجية الإيراني حول العلاقة مع المملكة لـ”الشرق”: “هناك مشاورات سياسية منتظمة بيننا، كما أن التعاون الاقتصادي بدأ يتشكل إلى حد ما، لكنه لم يصل إلى شكله الكامل بسبب العقوبات والحصار وبعض العوامل الأخرى. ومع ذلك، أنا متفائل بأن التعاون الاقتصادي سيشهد نمواً في المستقبل.. يمكنني القول إن علاقتنا مع السعودية الآن في أفضل حالاتها، وهي تتقدم بوتيرة ثابتة ومستدامة”.
العلاقة مع أوروبا تحتاج لمراجعة
“إلى جانب جيراننا، هناك دول كانت ترتبط مع إيران بعلاقات ودية منذ زمن طويل، وساعدتنا في مواجهة العقوبات”؛ بحسب عراقجي. مضيفاً: “لدينا علاقات اقتصادية واسعة النطاق مع روسيا والصين، ووقعنا مؤخراً اتفاقيات شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع كلا البلدين، مما عزز الروابط الاقتصادية بيننا. إلى جانب ذلك، هناك دول أخرى في شرق آسيا، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، ومناطق أخرى في العالم، حيث لدينا تعاون اقتصادي معها، وهي أيضاً ضمن أولوياتنا”.
أما بالنسبة إلى أوروبا؛ “فإذا قامت بمراجعة سياساتها ونهجها تجاه إيران، يمكنها أن تعود لتكون إحدى أولوياتنا في التعاون الاقتصادي”، على حد قول وزير الخارجية.
وأضاف بالمقالة مع “الشرق”: “نحن نعيش في ظل العقوبات منذ أكثر من أربعين عاماً. إذا كنت قد زرت طهران وتجولت في شوارعها، أو دخلت مراكز التسوق والأحياء المختلفة، فسترى أنها لا تعطي انطباعاً بأنها مدينة في بلد يخضع للعقوبات. أنا لا أنكر وجود تحديات ومشكلات، نعم، هناك مشكلات، ولا أنكر أن العقوبات تخلق صعوبات، لكنها لم تستطع أبداً أن تُضعِف الشعب الإيراني أو تجعله يستسلم”. متابعاً: “جيراننا أيضاً أدركوا هذا الواقع، وهناك العديد من المنافع الاقتصادية والفرص التي نستفيد منها بطرق مختلفة”.