رئيس “جيه بي مورغان” يحذر من التهاون مع المخاطر الجيوسياسية والتضخم

حذر الرئيس التنفيذي لـ”جيه بي مورغان تشيس” جيمي ديمون، من التهاون في مواجهة سلسلة من المخاطر، محدداً التضخم، وفروقات الائتمان، والتطورات الجيوسياسية كأبرز هذه المخاطر.
وأشار إلى أن احتمالات استمرار التضخم المرتفع، أو الدخول في مرحلة من الركود التضخمي أعلى مما يظنه كثيرون، محذراً أن أسعار الأصول في الولايات المتحدة لا تزال عند مستويات مرتفعة، وأن الأسواق لا تضع بشكل كافٍ في الاعتبار مخاطر التباطؤ الاقتصادي المحتمل.
صرح ديمون خلال يوم المستثمرين الذي عقدته الشركة يوم الإثنين، قائلاً إن “الائتمان في الوقت الحالي يُعد مخاطرة سيئة”، مضيفاً أن “الأشخاص الذين لم يمروا بتباطؤ اقتصادي حاد يفتقدون الفهم العميق لما يمكن أن يحدث في سوق الائتمان”.
تأثير سياسات ترمب التجارية
سلط ديمون الضوء على التأثيرات التي أحدثتها سياسات ترمب التجارية سريعة التغيّر، والتي تسببت في اضطرابات بالأسواق بفعل المخاوف من الركود، وتراجع الثقة في أصول الولايات المتحدة، قبل أن تتعافى الأسواق لاحقاً بعدما تباهى ترمب بتحقيق تقدم في المفاوضات المتعلقة بالرسوم الجمركية.
حتى بعد أن خفضت وكالة “موديز” التصنيف الائتماني الممتاز للولايات المتحدة يوم الجمعة، تمكّن مؤشر “إس آند بي 500” من تعويض خسائره الأولية يوم الإثنين، حيث بدا أن المتداولين تجاوزوا تأثير قرار الخفض.
قال ديمون: “الناس يشعرون بالارتياح فقط لأنهم لم يشهدوا بعد الأثر الكامل للرسوم الجمركية”، وتابع: “السوق تراجعت بنسبة 10%، ثم عادت لترتفع 10%؛ وأعتقد أن هذا يعكس قدراً كبيراً من التهاون”.
لا تزال المفاوضات الجمركية جارية مع عدة اقتصادات من بينها اليابان وكوريا الجنوبية والهند والاتحاد الأوروبي. كان ترمب قد توصل مؤخراً إلى إطار تجاري مع المملكة المتحدة، واتفق مع الصين على خفض مؤقت مشترك للرسوم، لإتاحة مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق دائم.
على الرغم من ذلك، يرى ديمون أن مستوى الرسوم الحالي لا يزال “مرتفعاً للغاية”، معتبراً أنه من غير الواضح كيف سترد الدول الأخرى، كما أن إعادة بناء سلاسل التوريد وزيادة التصنيع داخل الولايات المتحدة ستستغرق وقتاً طويلاً. ونبّه أيضاً إلى أن تقديرات أرباح الشركات قد تشهد تراجعاً خلال المرحلة المقبلة.
أضاف: “لا أعتقد أننا قادرون على التنبؤ بالنتائج، وأرى أن احتمالية ارتفاع التضخم والدخول في ركود تضخمي أعلى مما يظنه الآخرون”، مشدداً على أن المخاطر الجيوسياسية أيضاً باتت “مرتفعة جداً جداً جداً”.
على الرغم من هذه التحديات، أبدى ديمون ثقته في قدرة البنك على التماسك في ظل الاضطرابات.
انخفاض رسوم الخدمات
من جهة أخرى، يُتوقع أن تؤثر تقلبات السوق سلباً على أداء وحدة الخدمات المصرفية الاستثمارية لدى البنك.
وقال تروي رويربو، الرئيس التنفيذي المشارك لوحدة الأعمال التجارية والاستثمارية في “جيه بي مورغان”، إن البنك يتوقع تراجع رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة في منتصف خانة العشرات مقارنة بالعام الماضي، وهو انخفاض يفوق تقديرات المحللين.
قال دوغ بيتنو، الرئيس التنفيذي المشارك الآخر، إن العديد من العملاء “جمّدوا بعض الصفقات” وسط هذه التقلبات. كما أن سياسات ترمب وحربه التجارية العالمية أدت إلى تباطؤ في صفقات الاندماج والاستحواذ، وتجميد خطط بعض الشركات لطرح أسهمها في البورصة.
مع ذلك، يتوقع البنك أن ترتفع إيرادات أنشطة التداول في الأسواق، من الأسهم والأدوات ذات الدخل الثابت، بنسبة في خانة الآحاد بين 5% أو 9% على أساس سنوي، بحسب رويربو.
كان متداولو الأسهم في البنك حققوا أرباحاً قياسية في الربع الأول، مستفيدين من تقلبات السوق، وقال ديمون الأسبوع الماضي إنه يتوقع استمرار هذه التقلبات. واختتم تصريحاته قائلاً: “هناك الكثير من الأمور تلوح الأفق”.