ارتفاع طفيف لأسعار النفط وسط تركيز على تطورات ملفي أوكرانيا وإيران

أنهت أسعار النفط جلسة التداول على ارتفاع طفيف بعد يوم متقلب من التداولات، مع بحث المستثمرين عن مؤشرات تتعلق بمحادثات الهدنة بين روسيا وأوكرانيا، وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” لتستقر قرب 65.50 دولاراً، كما ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن أوكرانيا وروسيا ستبدآن محادثات لإنهاء الحرب بينهما بشكل فوري، وذلك عقب مكالمة هاتفية أجراها يوم الإثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
اعتبرت ريبيكا بابين، وهي متداولة أولى في مجال الطاقة لدى “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب” أنه “مع تدني التوقعات إلى هذا الحد، فإن أي تقدم نحو وقف إطلاق النار يُنظر إليه على أنه تطور إيجابي متواضع للمفاوضات، ولكنه يحمل تأثيراً هبوطياً طفيفاً على أسعار الخام”.
وأضافت: “ومع ذلك، أود أن أؤكد أن التأثير المحتمل على السوق سيكون أكبر بكثير عندما يتعلق الأمر بإيران”.
المخاوف بشأن إيران تزيد تقلبات السوق
أضاف الغموض المحيط بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران إلى حالة التقلب في أسواق النفط. وقال الرئيس مسعود بزشكيان في تصريحات للتلفزيون الحكومي إن طهران “لن تتخلى عن سعيها للحصول على الطاقة النووية المدنية تحت أي ظرف”. تأتي تصريحاته في وقت تصاعدت فيه حدة الخطاب بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين خلال الأيام الأخيرة.
يراقب المستثمرون التطورات عن كثب، فتخفيف العقوبات سواء على إيران أو روسيا قد يضيف المزيد من البراميل إلى سوق عالمية تواجه تخمة في المعروض هذا العام. وفي المقابل، فإن تشديد العقوبات يمكن أن يدفع الأسعار إلى الأعلى.
مؤشرات متضاربة من الأسواق والطلب الفعلي
كانت أسعار النفط قد تراجعت في وقت سابق من الجلسة، بالتوازي مع تراجع الأصول المحفوفة بالمخاطر، بعد أن خفّضت وكالة “موديز” التصنيف الائتماني الأعلى للحكومة الأميركية.
وقالت الوكالة إن قرار التخفيض، الذي جاء بعد خطوات مشابهة من وكالات تصنيف كبرى أخرى، قد يعزز المخاوف المتزايدة في وول ستريت حيال سوق السندات السيادية الأميركية وتباطؤ الاقتصاد، مما يلقي بظلاله على آفاق الطلب على النفط.
ومع ذلك، فقد قدّمت السوق الفعلية إشارات إيجابية، إذ عادت شهية الشراء إلى سوق بحر الشمال يوم الإثنين، حيث تم تداول ست شحنات. كما ظهرت مجموعة من عروض الشراء غير المجابة على الخام الأميركي المُسلّم إلى أوروبا ودرجات خام بحر الشمال.
التوترات الجيوسياسية تدعم الأسعار رغم المخاوف
تعافت أسعار النفط خلال الأسبوعين الماضيين، وسط تصاعد الغموض بشأن تقدم المحادثات الأميركية الإيرانية، وبعد الضربات التي شنّتها إسرائيل على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، والتي قابلها الحوثيون بوعود بالرد.
رغم ذلك، لا تزال العقود الآجلة منخفضة بأكثر من 10% هذا العام، مع تهديد حرب ترمب التجارية للطلب، وعودة تحالف “أوبك+” لضخ إنتاج تم تجميده سابقاً إلى سوق يُتوقع أن تشهد فائضاً في المعروض في وقت لاحق من هذا العام.