السيسي: نعتزم تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة

ركزت أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد، السبت، على القضية الفلسطينية وحرب غزة بشكل أساسي، بجانب بدء مساعي التنظيم لجهود إعادة الإعمار في غزة ولبنان، بحضور عدد من القادة والزعماء العرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال القمة: “نعتزم تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة” فور توقف الحرب. مطالباً نظيره الأميركي دونالد ترمب، “ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة – يكون فيها وسيطاً وراعياً – تفضي إلى تسوية نهائية تحقق سلاماً دائماً”.
بدوره، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القادة والرؤساء العرب إلى تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة. كما دعا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة.
وتأتي هذه القمة بعد نحو شهرين من قمة غير عادية استضافتها القاهرة تبنت خلالها الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.
وفي كلمته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة ما تزال القضية الرئيسية للجامعة العربية.
تبلغ كلفة إعادة إعمار غزة نحو 53 مليار دولار خلال 10 سنوات، بحسب تقديرات البنك الدولي. والبند الأكثر كلفةً هو قطاع الإسكان الذي سيتطلب حوالي 15.2 دولار، يليه قطاع الصحة بنحو 7.1 مليار دولار، ثم قطاع التجارة والصناعة بحوالي 6.9 مليار. تشمل البنود الأخرى قطاعات الزراعة والنظم الغذائية، والحماية الاجتماعية، والتعليم، والنقل، والمياه والصرف الصحي.
العراق يساهم بـ40 مليون دولار لدعم إعادة إعمار غزة ولبنان
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمته: “إسهام العراق بمبلغ 20 مليون دولار لإعمار غزة، و20 مليون دولار لإعمار لبنان”.
قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير إن المملكة تدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس اللبناني لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح في يد الدولة، معبراً عن أمله أن تحقق الحكومة اللبنانية تطلعات الشعب اللبناني، والمحافظة على أمن لبنان واستقرار ووحدة أراضيه.
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أعلن أن العراق قدّم خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية، مقترحاً بإنشاء صندوق عربي لدعم التعافي وإعادة الإعمار في الدول العربية، التي تخرج من النزاعات.
يحتاج لبنان لنحو 11 مليار دولار لتحقيق التعافي وإعادة الإعمار في أعقاب الصراع الذي عاشته البلاد، وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي يرصد الأضرار والخسائر والحاجيات في عشر قطاعات رئيسية، تم إعداده بناء على طلب من الحكومة اللبنانية.
تعافي سوريا
وعن سوريا، دعا السيسي إلى “استثمار رفع العقوبات الأميركية لمصلحة الشعب السوري وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة؛ بلا إقصاء أو تهميش، والمحافظة على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته أو تصديره، مع انسحاب الاحتلال الإسرائيلى من الجولان، وجميع الأراضى السورية المحتلة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا يمثل “خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني، ويعكس جهداً دبلوماسياً عربياً صادقاً أثمر نتائج ملموسة”.
وخلال زيارته الرياض الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن عزمه “رفع كل العقوبات عن سوريا”، بعد محادثات مع ولي العهد السعودي.
وأضاف الشيباني: “لا يسعنا إلا أن نخصَّ بالشكر والامتنان المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية على ما بذلتاه من وساطة فعالة، جاءت في لحظة تاريخية مفصلية”.
قال البنك الدولي، أمس الجمعة، إن سوريا باتت مؤهلة مجدداً للحصول على تمويلات جديدة، بعد تسوية متأخرات مستحقة بقيمة 15.5 مليون دولار دفعتها السعودية وقطر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كلمته الافتتاحية إن “الإقليم والعالم كله يواجه تحديات كبيرة بدءاً من غزة، ولا شيء يبرر العذاب الجماعي للشعب الفلسطيني، ونرفض التهجير المستمر لسكان قطاع غزة”، لافتاً إلى أن “سلامة الأراضي اللبنانية وسيادتها يجب أن تحترم، والسيادة والاستقلال في سوريا ضرورية”.