الاتفاق النووي مع إيران قد يعطي دفعة ضئيلة لمعروض النفط العالمي

أدى احتمال التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي إلى تراجع كبير في أسعار النفط الخميس. ورغم أن طهران لديها إمدادات إضافية ضئيلة نسبياً من الخام يمكن ضخها مجدداً في السوق، فقد تصل هذه التدفقات إلى سوق تستعد بالفعل لفائض من المعروض.
تراجع النفط بنحو 4% في لندن، ليعكس مسار ارتفاع مستمر منذ عدة أيام، بعدما تحدث دونالد ترمب في قطر عن برنامج إيران النووي بقوله: “أعتقد أننا نقترب ربما من إبرام اتفاق”.
بينما قد يؤدي إحراز تقدم إلى تداعيات جيوسياسية واسعة النطاق في المنطقة، سيواصل المتعاملون متابعة الوضع عن كثب لتقدير حجم الإمدادات التي يمكن أن تعود إلى السوق. غير أن الأمر الأكثر أهمية، أن التوصل إلى اتفاق قد يمنع استبعاد الإمدادات الإيرانية من السوق، وهو أمر أثار قلق المتعاملين طوال العام.
وقدّرت توريل بوسوني، رئيسة قسم أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، الخميس أن يبلغ الإنتاج الإضافي للدولة المُطلة على الخليج العربي الذي يمكن إعادته إلى السوق ما بين 300 ألف و400 ألف برميل يومياً، ما يتماشى بشكل كبير مع تقديرات أخرى. ويمثل ذلك ما بين 0.3% و0.4% تقريباً من الاستهلاك العالمي.
زيادة الإمدادات الإيرانية تتوقف على الاتفاق
قالت أمريتا سين، الشريكة المؤسسة ومديرة البحوث في شركة “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects)، في مقابلة على تليفزيون “بلومبرغ”: “بافتراض رفع كل العقوبات، فإن حجم الإمدادات الفعلية التي ستعود إلى السوق لن يكون كبيراً. سيتراوح ما بين 200 ألف إلى 300 ألف برميل يومياً”.
وأوضحت بوسوني في مقابلة على تليفزيون “بلومبرغ” أن إيران أنتجت حوالي 3.4 مليون برميل يومياً في أبريل، وأن قدرتها الإنتاجية تتراوح ما بين 3.7 مليون و3.8 مليون برميل يومياً. أما مسألة إعادة ضخ كل هذه التدفقات إلى السوق، فستعتمد على تفاصيل أي اتفاق يُبرم، وهو أمر لا يزال غير مؤكد.
وأضافت: “قد تضاف إمدادات ببضع مئات الآلاف من البراميل يومياً خلال الفترة المقبلة. الأمر تحيط به ضبابية كبيرة تتوقف على الاتفاقات التي يجري إبرامها والتفاوض عليها في الوقت الحالي”.
إيران تعتمد على أسطول الظل
واصلت إيران تصدير نفطها بشكل رئيسي عبر أسطولها من الناقلات، إلى جانب مجموعة من سفن الظل التي تعمل بعيداً عن رقابة السلطات الغربية.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى أن تصبح متابعة حجم صادرات البلاد شهرياً، وبالتبعية، إنتاجها أكثر صعوبة.
وقدّر مسح أجرته “بلومبرغ” إنتاج البلاد من الخام في أبريل عند 3.35 مليون برميل يومياً. فيما تشير “أويل إكس” (OilX)، موفرة البيانات التابعة لـ”إنرجي أسبكتس”، إلى أن الإنتاج تراوح ما بين 3.1 مليون و3.4 مليون برميل يومياً خلال الشهور الأربعة الأولى من العام.
أميركا تشدد العقوبات على أسطول الظل
يتوقع مراقبو السوق على نطاق واسع فائضاً في الإمدادات هذا العام. وقالت وكالة الطاقة الدولية الخميس إنها تتوقع ارتفاع مخزونات النفط العالمية بأكثر من 700 ألف برميل يومياً في المتوسط هذا العام. في حين تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاعاً، وإن كان بمقدار أقل.
تواصل الولايات المتحدة تشديد العقوبات بشكل مستمر، سعياً لإيقاف الشبكات التي تساعد في نقل الإمدادات الإيرانية إلى الصين، بما يشمل استهداف منشآت تكرير في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم. فيما أشار “بنك أوف أميركا” الخميس أن التوصل إلى اتفاق هي النتيجة الأكثر احتمالاً.
لكن في حالة تشديد العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق، قد تنخفض صادرات إيران من نحو 1.5 مليون برميل يومياً لأقل من مليون برميل يومياً، بحسب سين من “إنرجي أسبكتس”.
وأضافت: “رغم أن العناوين الرئيسية من هذا القبيل تؤثر سلبياً بشكل واضح على المعنويات، فإن التغير في توازن السوق لن يكون كبيراً لأن معظم تدفقات النفط الإيراني موجودة في السوق بالفعل”.