بعد هدوء حرب التجارة.. أوروبا متفائلة حيال اتفاق جمركي مع أميركا

عبّر كبار المسؤولين التجاريين في دول الاتحاد الأوروبي عن ثقة متزايدة في إمكانية التوصل إلى اتفاق لتقليص زيادات الرسوم الجمركية الأميركية، بعد توصل إدارة ترمب إلى اتفاق مبدئي مع المملكة المتحدة وموافقتها على تهدئة النزاع التجاري مع الصين.
وقبيل اجتماع يُعقد في بروكسل اليوم الخميس، رحّب المسؤولون بالتحركات الأميركية الأحدث لتخفيف حدة الحرب التجارية، مع التأكيد على رغبتهم في ضمان أن يكون أي اتفاق يصبّ في مصلحة التكتل التجاري.
تسارع المفاوضات الأميركية الأوروبية
قال ميخال بارانوفسكي، نائب وزير الدولة في وزارة التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا في بولندا: “نشهد بعض مظاهر التفاؤل لأننا نرى مؤشرات على خفض التصعيد من الجانب الأميركي”. وأضاف: “المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تتسارع”.
يأتي هذا التفاؤل المتزايد في الوقت الذي أظهر فيه نهج الولايات المتحدة في مناطق أخرى استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتراجع عن الرسوم العقابية التي هدّد بفرضها على شركاء تجاريين رئيسيين، إذا أبدوا استعداداً لتقديم تنازلات للولايات المتحدة. ويسهم ذلك في تخفيف بعض المخاطر الاقتصادية الناتجة عن السياسة التجارية.
أوروبا تفاوض من موقع قوة
واصل ترمب تبني موقف تصادمي تجاه الاتحاد الأوروبي، قائلاً الأسبوع الجاري إنه “في نواحٍ كثيرة أكثر شراسة من الصين”، فيما يستعد التكتل التجاري لفرض جولة جديدة من الرسوم ضد الولايات المتحدة إذا فشلت المحادثات. وقد أجلت الولايات المتحدة مؤقتاً بعض رسومها الجمركية على الاتحاد الأوروبي لإتاحة مجال للتفاوض.
وقالت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايش قبيل الاجتماع: “النزاعات التجارية ضارة؛ فهي تُبطئ تبادل السلع والنمو الاقتصادي، وفي النهاية لا يوجد فائزون”، مضيفة أنها تأمل في التوصل إلى “حل معقول”.
وتابعت: “نحن نتفاوض من موقع قوة اقتصادية، ويجب استخدام هذه القوة بحذر”.
هدوء النزاع التجاري
اتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض متبادل للرسوم الجمركية على سلع كل منهما مؤقتاً بعد إحراز تقدم في المفاوضات، ما قلّص بشكل كبير من حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وجاء ذلك بعد اتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قال ترمب إنه يأمل أن يكون الأول من بين اتفاقات عديدة، رغم أن تفاصيل هذا الاتفاق لم تُحسم بعد، وقد يطالب الاتحاد الأوروبي بتنازلات أكبر.
وفي هذا الصدد، قال وزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية السويدي، بنيامين دوسا: “إذا كان اتفاق المملكة المتحدة والولايات المتحدة هو ما ستحصل عليه أوروبا، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقع إجراءات مضادة من جانبنا”، مضيفاً: “لن نكون راضين عن مثل هذا النوع من الاتفاقات”.
قال ماروش شيفتشوفيتش، المفوض الأوروبي لشؤون التجارة والأمن الاقتصادي، إنه أجرى مكالمة أخرى مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك يوم الأربعاء، بخلاف اجتماعات أخرى مخطط لها بينهما.