اخر الاخبار

لولا: البرازيل لا تخشى انتقاماً أميركياً بسبب علاقاتها مع الصين

 قلل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من شأن مخاوف أن تُقدم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على معاقبة بلاده بسبب تعزيزها للعلاقات مع الصين، وذلك عقب زيارة رسمية إلى بكين شهدت توقيعه لأكثر من 30 اتفاقية.

قال لولا في مؤتمر صحفي اليوم إن البرازيل غير قلقة إطلاقاً من موقف الولايات المتحدة، مضيفاً أنه لطالما سعى إلى تحسين علاقات بلاده مع الصين، إلى جانب دول وتكتلات أخرى. أوضح خلال تواجده في بكين: “لا توجد أي مخاوف من جانب البرازيل بشأن موقف الولايات المتحدة الأميركية”.

استثمارات الصين

تحدث لولا بنبرة مفعمة بالتحدي وهو يختتم زيارته، مؤكداً أن الصين والبرازيل موحدتان في الدفاع عن تعددية الأقطاب العالمية ورفض الحمائية التجارية. يعمل الرئيس البرازيلي على تعميق هذه العلاقات، معتمداً على الاستثمارات الصينية ودعمها لاستراتيجية تنموية تهدف إلى ترقية موقع البرازيل في سلاسل القيمة العالمية.

تجسد هذا التوجه بوضوح أمس، حين وقع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع لولا اتفاقيات تشمل استثمارات صينية في قطاعات التعدين والبنية التحتية للنقل والموانئ، إضافة إلى صفقة لشراء طائرات تصنعها شركة “إمبراير” البرازيلية.

تمثل هذه الاتفاقيات خطوة جديدة في مساعي لولا لتحويل اقتصاد بلاده القائم على تصدير السلع الأساسية، بمساعدة من بكين، كما تُعد  أقوى إشارة حتى الآن على أن التهديدات الحمائية التي يلوح بها دونالد ترمب لم تُثن زعيم أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية عن تعميق رهانه على الصين.

كما اتفقت بكين وبرازيليا على التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي واتخاذ إجراءات مشتركة في قضايا المناخ، فيما وقع البنك المركزي في كل من البلدين اتفاقية مقايضة العملات، توفر سيولة للأسواق في كلا الجانبين لمدة 5 سنوات.

اتفاق تجاري

تتجه الأنظار الآن إلى ما إذا كان اتفاق محتمل بين بكين وواشنطن بشأن الرسوم الجمركية سيُهدد تجارة الصين مع البرازيل. في خطوة تهدئة كبيرة أُعلنت يوم الإثنين، خفضت الولايات المتحدة الأميركية الرسوم على البضائع الصينية من 145% إلى 30% لمدة 90 يوماً، في حين قلصت بكين الرسوم عن معظم السلع إلى مستوى 10%.

استفادت البرازيل خلال السنوات الأخيرة من سعي الصين إلى تقليص اعتمادها على المنتجات الزراعية الأميركية. فمثلاً، في سوق فول الصويا، كانت الولايات المتحدة تهيمن سابقاً على حصة كبيرة من الصادرات إلى الصين، لكنها تراجعت العام الماضي إلى 20% فقط، مقارنة بنحو الثلث خلال 2017، بينما زادت الصين وارداتها من البرازيل.

تشير التطورات الأخيرة في العلاقات بين بكين وواشنطن إلى أن هذا الملف قد يكتسب أهمية أكبر بالنسبة للبرازيل في المرحلة المقبلة.

سبق وحذر ماوريسيو كلافر كارون، مبعوث ترمب إلى أميركا اللاتينية، بالفعل من أن البرازيل ربما تتضرر في حال وافقت الصين على زيادة وارداتها من المنتجات الزراعية الأميركية ضمن اتفاق تجاري محتمل، وفقا ما نشرته صحيفة “فالور”. أضاف التقرير أن كارون دعا البرازيل في وقت سابق من الشهر الجاري إلى إعطاء الأولوية لعلاقاتها التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة الأميركية.

انتقاد دونالد ترمب

لكن لولا، في تصريحاته من بكين، بدا غير مكترث، موجهاً انتقاداً مبطناً لترمب، إذ تساءل عن الكيفية التي يمكن بها لقوة واحدة أن تُهدد باقي العالم باستخدام الرسوم الجمركية.

اختتم قائلاً: “البرازيل ليست خائفة من التنافس مع الولايات المتحدة الأميركية في حجم وجودة منتجاتنا. كلما زادت المنتجات، زادت التجارة، وكان ذلك أفضل للجميع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *