أوروبا تتحرك لمواجهة خطط ترمب بجذب الشركات إلى أميركا

يخطط الاتحاد الأوروبي لمواجهة جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرامية إلى جذب الشركات نحو الولايات المتحدة، من خلال تخفيف العبء التنظيمي داخل التكتل على قطاعات متنوعة من السيارات إلى الكيماويات والطيران.
قال ستيفان سيجورنيه، نائب رئيس المفوضية الأوروبية: “أفضل وسيلة للدفاع عن النموذج الأوروبي هي تبني نهج هجومي أيضاً”. وأضاف أن “اختيار أوروبا لم يكن جزءاً من هوية الاتحاد الأوروبي أو في قاموس المفوضية، لكن العالم بات أكثر حمائية، وعلينا تعزيز نموذجنا الأوروبي من حيث التنافسية”.
لمواجهة تداعيات الحرب التجارية التي يشنها ترمب، تعمل المفوضية الأوروبية، بصفتها الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، على طرح مبادرات تهدف إلى خفض الحواجز داخل السوق الموحدة، التي تضم نحو 450 مليون نسمة. وتُبذل جهود عاجلة لتقليص الإجراءات البيروقراطية في محاولة لدعم التنافسية المتراجعة في المنطقة.
استراتيجية أوروبية لمواجهة الضغوط الأميركية
يُتوقع أن تستفيد في البداية قطاعات مثل الصلب والسيارات والمواد الكيميائية، كما يجري النظر في الجهود المبذولة في الصناعات البحرية والطيران. وفي هذا السياق، تعمل بروكسل على صياغة مقترحات تهدف إلى منح أولوية للشركات الأوروبية في عمليات الشراء الخاصة ببعض القطاعات الحيوية.
في مقابلة أُجريت يوم الجمعة، أوضح سيجورنيه، الذي يتولى ملف الصناعة داخل المفوضية، أن الاتحاد الأوروبي سيكون قادراً على “الرد على الشركات من خلال تدابير ملموسة للغاية تتعلق بتسهيل منح التصاريح وتسريع العمليات الإدارية وتبسيط المعاملات”، وذلك لمواجهة جهود واشنطن.
وأوضح أنه يقود فريق عمل مكلفاً بالتواصل مع الشركات التي تفكر في نقل عملياتها إلى الولايات المتحدة، وسط احتدام المنافسة بين أوروبا والولايات المتحدة والصين على ريادة قطاعات التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجية النظيفة.
وبينما سعت الإدارة الأميركية السابقة بقيادة جو بايدن إلى استقطاب الشركات الأوروبية عبر تقديم إعانات، يستخدم ترمب حالياً الرسوم الجمركية المرتفعة كوسيلة لدفع الشركات على نقل أنشطتها إلى الولايات المتحدة لتجنب هذه التعريفات.
وقال سيجورنيه: “إذا قررت الولايات المتحدة تغيير نموذجها الاقتصادي، فعلينا أن نتكيف بما يضمن حماية مصالحنا”.