عقود الأسهم الأميركية تتراجع في آسيا والدولار يرتفع

ارتفع الدولار في التعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الثلاثاء، بعد انخفاض استمر يومين، فيما يواصل المستثمرون في آسيا متابعة الارتفاع الحاد في قيمة العملات المحلية من تايوان إلى ماليزيا.
سجل مؤشر الدولار ارتفاعاً بنسبة 0.3% بعد أن دفع التكهن حول صفقات تجارية محتملة العملة الأميركية إلى الانخفاض.
وواصل الدولار التايواني ارتفاعه بعد أن سجل يوم الإثنين أكبر قفزة له منذ الثمانينيات. وأبقت الصين على السعر المرجعي اليومي لليوان من دون تغيير مع إعادة فتح الأسواق.
في الوقت ذاته، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد أن أوقف مؤشر “إس أند بي 500” أطول موجة صعود له في حوالي 20 عاماً. ولم يكن هناك تداول نقدي لسندات الخزانة الأميركية في تعاملات آسيا بسبب عطلة في اليابان.
تراجع جاذبية الدولار
هزت تصريحات الرئيس دونالد ترمب الحادة بشأن التجارة الأسواق منذ توليه منصبه في يناير، مما قلل من جاذبية الدولار كملاذ آمن في أوقات التوتر، وقاد المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم بعيداً عن الأصول الأميركية. وتستجيب البنوك المركزية من تايوان إلى هونغ كونغ للارتفاع الحاد في العملات المحلية بالتدخل في الأسواق.
كتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة “بيبرستون”، في مذكرة: “إعادة تقييم العملات في آسيا قد تكون تطوراً مهماً ليس فقط في دفع الدولار للانخفاض، بل أيضاً في تسريع عملية مفاوضات التجارة وتفعيل فكرة الصفقات التجارية”.
تشير الانخفاضات الكبيرة في أحد مشتقات الدولار التايواني الشعبية إلى أن ضغوط البيع على العملة الأميركية لا تزال لديها مساحة كبيرة. واتسع الفارق بين سعر الدولار التايواني الفوري والعقود الآجلة غير القابلة للتسليم لمدة عام على زوج عملة (دولار تايواني-دولار أميركي) إلى حوالي 3000 نقطة يوم الإثنين، وهو أعلى مستوى في عقدين على الأقل.
الإقبال على عملة تايوان
يعد هذا التباين أحدث إشارة إلى الطلب المتزايد على عملة تايوان، وسط تكهنات بأن الجزيرة ستصل إلى صفقة تجارية مع الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، أنفقت سلطات هونغ كونغ مبلغاً قياسياً في محاولة للدفاع عن ربط العملة بالدولار. وتراجع كلّ من الين الياباني والرينغيت الماليزي اليوم الثلاثاء بعد مكاسب يوم الإثنين.
قالت ليا تراوب، مديرة محفظة ورئيسة فريق العملات في “لورد أبيت أند كو”: “أنصح بالحذر من الانجرار كثيراً وراء هذا الارتفاع في العملات، فالبنوك المركزية في تايوان وماليزيا وخاصة هونغ كونغ لديها وسائل كبيرة لشراء الدولارات إذا لزم الأمر”.
تبددت آمال المستثمرين في أن يتراجع ترمب عن فتح جبهات جديدة في حربه التجارية عندما أعلن عن خطط لفرض تعريفة بنسبة 100% على الأفلام المنتجة في الخارج، مما أدى إلى انخفاض أسهم “نتفليكس”، و”وارنر برذرز ديسكفري”. ورغم إشارة ترمب إلى إمكانية التوصل إلى بعض الصفقات التجارية هذا الأسبوع، لم تظهر أي مؤشرات على اتفاق وشيك مع الصين.
في الساعات المتأخرة، سحبت شركة “فورد موتور” توجيهاتها المالية، وقالت إن التعريفات الجمركية على السيارات ستؤثر على الأرباح. وهبطت أسهم شركة “بالانتير تكنولوجيز” بنسبة تزيد عن 8% في التداول المتأخر يوم الإثنين بعد أن جاءت نتائجها دون توقعات المستثمرين المتفائلة لشركة تصدرت مكاسب مؤشر “إس أند بي 500” هذا العام.
ترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي
ستتحول الأنظار قريباً إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، بعد أن قلص متداولو السندات توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة التي كانت تتزايد مع إحداث الحرب التجارية لترمب فوضى في الأسواق المالية.
بعد أن راهنوا على سندات الخزانة قصيرة الأجل متوقعين أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي التيسير النقدي قريباً لاحتواء التداعيات، عكس المتداولون مسارهم. وارتفعت عوائد السندات لأجل عامين للجلسة الثالثة على التوالي – وهي أطول فترة منذ ديسمبر – حيث راهن المتداولون على أن صانعي السياسات سيظلون في وضع الانتظار والترقب حتى تتضح آثار التعريفات.
قال غريغ ماكبرايد من “بانكريت”: “عدم اليقين يهيمن وسط الحرب التجارية والتغيرات المستمرة في مشهد التعريفات، لكن مع استمرار البيانات الصلبة عن الإنفاق الاستهلاكي والتوظيف، سيظل الاحتياطي الفيدرالي متمسكاً بموقفه المتمثل في الانتظار والمراقبة”.