اخر الاخبار

ترمب يطوي صفحة أول 100 يوم رئاسة على وقع حرب تجارية مستمرة

يُتم الرئيس الأميركي دونالد ترمب غداً الأربعاء 100 يوماً من ولايته الرئاسية الثانية، وقد كانت هذه الفترة حافلةً بالأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية التي أثرت على الاقتصادات العالمية وأسواق المال.

مع حلول 30 أبريل، يكون ترمب قد أكمل أول مائة يوم له في الرئاسة. ورغم الزيادة التي شهدها مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) الأسبوع الماضي، إلا أنه لا يزال متراجعاً بنحو 8% منذ تنصيبه، ليكون بذلك من أسوأ المؤشرات أداءً خلال هذه الفترة الأولى لأي رئيس منذ جيرالد فورد عام 1974، الذي تولى الرئاسة بعد استقالة ريتشارد نيكسون.

شهدت الأسواق تقلبات حادة بعد أن فرض ترمب رسوماً جمركية على جميع الدول التي تعمل فيها الشركات الأميركية تقريباً، ثم قرر تعليق تطبيقها على بعض الدول واستثنى بعض القطاعات المحددة، مما زاد من حدة الحرب التجارية مع الصين. هذه الاضطرابات أثارت مخاوف المستثمرين ودفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى الدخول في سابع أسرع مرحلة تصحيح منذ عام 1929.

في حلقة خاصة على قناة “الشرق“، ناقش خبراء حصيلة ترمب داخل البيت الأبيض خلال مائة يوم، مستعرضين مختلف التأثيرات والتداعيات خصوصاً من خلال الحرب التجارية الجمركية التي يخوضها وتأثيرها على الدولار وتوقعات الأشهر المقبلة في ظل احتمال اتجاه الاقتصاد الأميركي نحو الركود.

90 يوماً من المفاوضات

علق ترمب تطبيق رفع الرسوم الجمركية على جميع الدول لمدة تسعين يوماً باستثناء الصين. ليبدأ مفاوضات مع عدة دول للتوصل إلى إطار عمل مع أبرز الشركاء التجاريين مع بلاده.

رأى إدوارد يارديني، رئيس “يارديني للأبحاث” والاقتصادي السابق في الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، أنه بنهاية التأجيل لتسعين يوماً سيتم التوصل إلى العديد من الاتفاقيات، لكن الوضع سيستغرق عدة أعوام قبل الوصول إلى مفاوضات ونتيجة وتطبيق لهذه الاتفاقيات”.




“الكثير من مذكرات التفاهم التي تم توقيعها بخصوص إطار عمل لخفض التعريفة الجمركية ستسمح للرئيس ترمب بإعلان النصر حتى دون التوصل إلى حل محدد”، بحسب يارديني. وأضاف: “بحلول فصل الصيف سينتقل ترمب إلى تمديد خفض الرسوم الجمركية”.

وبشأن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة، أشار يارديني إلى غياب أرضية مشتركة بينهما تسمح بالتوصل إلى اتفاق، وقال: “في الوقت الحالي لا يتفقان حتى عما إذا كان بينهما تواصل، وبالتالي لا توجد مناقشات جارية بين الطرفين، ولذلك يمكن أن نسمي ما يقع الآن حرباً تجارية طويلة المدى ستؤثر على الاقتصادين الأميركي والصيني وحتى على المستوى العالمي”.

بحسب يارديني، فإن الضبابية في الاقتصاد الأميركي ستنقشع بحلول يوليو لأن الإدارة ستكون قلقة بشأن الركود المحتمل وما قد يتلو ذلك من فقدان الأغلبية في الكونغرس في الانتخابات النصفية التي ستنظم في بداية العام الماضي.

العملة الخضراء في مائة يوم

خلال 100 يوم الأولى في عهد ترمب، شهد مؤشر الدولار الأميركي أسوأ أداء له منذ عهد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي. فقد خسر مؤشر الدولار 9% ما يجعلها أكبر خسارة منذ 1973. ارتفعت العملات مثل اليورو والفرنك السويسري والين الياباني بأكثر من 8% أمام الدولار، كان ذلك نتجة سياسات ترمب التجارية والانكماشات المحتملة التي جعلت المستثمرين يهربون نحو الذهب والعملات البديلة، ما زاد من الضغوط على العملة الخضراء.

رجح فالنتين مارينوف، الرئيس العالمي لأبحاث العملات في مصرف “كريدي أغريكول”، أن تتباطأ الموجة البيعية للدولار على المدى القريب. وأشار إلى أن إدارة ترمب ستحاول خفض التوترات التجارية استجابةً لضعف الاقتصاد وتجنب السيناريو الأسوأ.




مارينوف أضاف أن الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة الأميركية ستؤخر دورات التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي وهو وضع سيشكل دعماً للدولار لأنه سيحتفظ بسعره مقارنةً بالعملات الأخرى.

ويبدي مارينوف تفاؤلاً بخصوص الوضع الاقتصادي الأميركي، حيث قال: “أعتقد أن مخاطر التوقعات الأميركية أكثر توازناً مقارنةً بمنطقة اليورو، نحن نختلف مع التقييم الحالي للأسواق لأنها متشائمة بصورة كبيرة تجاه الفيدرالي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *