الجدعان لـ”الشرق”: أتوقع أخباراً إيجابية تحد من توترات الأسواق

توقع محمد الجدعان، وزير المالية السعودي ورئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي، خروج أخبار إيجابية خلال أسابيع تحد من مستوى توترات الأسواق والاقتصادات العالمية الناتجة عن الحرب التجارية.
الجدعان كشف، في مقابلة مع “الشرق” أجرتها الزميلة نور عماشة على هامش المؤتمر الصحفي للاجتماع الـ51 للجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية المُنعقد في واشنطن العاصمة، أن اللجنة عقدت 4 اجتماعات مطوّلة تضمنت نقاشات مثمرة للعمل على إيجاد حلول، لأن “التصعيد ليس في صالح أحد إن كان في الصين أو أميركا أو أوروبا أو الشرق الأوسط”، وشدد على أن “الولايات المتحدة والصين تعلمان أن هذا الوضع لا يمكن أن يكون مستداماً”.
IMF.. نظرة قاتمة لنمو اقتصاد المنطقة العربية
تلقت الأسواق المالية صدمة عنيفة خلال الفترة القليلة الماضية جراء الحرب التجارية المدفوعة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتهوي مؤشرات الأسهم بعنف حول العالم، فضلاً عن تصاعد عائدات سندات الخزانة الأميركية لدرجة هددت مكانتها المعهودة كملاذ آمن وقت الاضطرابات.
الاقتصاد العالمي يمر بمنعطف محوري
وأشار الجدعان إلى أن اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي هذا العام “تتزامن مع تحديات كبيرة للغاية وانتشار القلق في الأسواق العالمية”، إذ يمر الاقتصاد العالمي “بمنعطف محوري، فبعد سنوات من تنامي المخاوف بشأن التجارة، تصاعدت التوترات التجارية، مما زاد من عدم اليقين المرتفع بالفعل ومن تقلبات الأسواق، والمخاطر المهددة للنمو والاستقرار المالي”.
وخلال كلمته بالمؤتمر الصحفي يوم الجمعة، قال الجدعان: “هذه النزاعات التجارية لطالما كانت تغلي تحت السطح، الآن باتت تطفو على السطح… لذا يجب ألا نتفاجأ بوجود هذه التوترات التجارية.. هذه فرصة لخوض حوار بناء حول سبل المضي قدماً سوياً”.
وزير المالية السعودي أكد في مقابلته مع “الشرق” أن اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي أثبتت أنها “المكان المناسب لجمع الأطراف المتضادة للوصول إلى تسويات”، مشدداً على أن “التصعيد لا يخدم أحداً، بل الجلوس على الطاولة والنقاش”.
وأوضح الجدعان أن صندوق النقد الدولي بدأ بالفعل في تقديم المشورة للأعضاء، ورؤيته لكيفية المضي قدماً، مشيراً “أوضحنا للأطراف الآثار التي ستنتج عن القرارات التي اتُّخذت على صعيد الرسوم التجارية”.
الجدعان: سوريا تحتاج للدعم.. وليس للتبرعات
وعن دعم سوريا، أكد رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية في صندوق النقد الدولي أن الهدف من اجتماع العلا والطاولة المستديرة في واشنطن مع صندوق النقد والبنك الدوليين ليس فقط دعم سوريا مادياً، مشيراً إلى أن “سوريا لا تحتاج إلى تبرعات، بل إلى الدعم في القدرات وفي السياسات الاقتصادية والمالية وإلى دعم صناديق التنمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي”. وأوضح أن اجتماع الطاولة المستديرة -الذي حضره العديد من مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية وأيضاً العديد من الدول التي أبدت استعدادها لتقديم الدعم- جاء “بهدف تنسيق الجهود بين الأطراف”.
صندوق النقد يقارب دعم سوريا من 3 محاور
وكشف الجدعان عن مساعي السعودية للحد من أو إزالة العقوبات المفروضة على سوريا، مضيفاً: “لقد تحدثنا مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي للعمل على إزالة هذه العقوبات”.
وفي أواخر يناير الماضي، كشف وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تستعجل رفع وتعليق كافة العقوبات المفروضة على سوريا لإتاحة الفرص لنهوض اقتصادها. وأشار حينها إلى أن المملكة منخرطة في حوار فاعل مع الدول ذات العلاقة بالعقوبات وأنها تلقت رسائل إيجابية ويتوقع أن تُرفع العقوبات تدريجياً حتى تنتهي بشكل كامل.