5 رسوم بيانية تستحق المتابعة في أسواق السلع الأساسية الأسبوع الجاري

تتجه منصات حفر النفط في الولايات المتحدة إلى التوقف عن العمل تدريجياً، لاسيما في مناطق إنتاج النفط الصخري، مع استمرار تراجع أسعار الخام، وهو ما ينعكس سلباً على زخم النشاط في هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا السياق، أصدرت “بلومبرغ إن إي إف” (BloombergNEF) تقريرها الأحدث حول التوقعات المستقبلية لقطاع الطاقة، وذلك قبيل انعقاد قمتها المرتقبة في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الجاري.
في الأثناء، يثار تساؤل حول ماهية المعادن الأرضية النادرة التي تفرض الصين قيوداً صارمة على تصديرها.
نرصد في ما يلي أبرز 5 رسوم بيانية تسلط الضوء على التطورات الراهنة في أسواق السلع الأساسية العالمية، وتستحق المتابعة خلال أسبوع التداول الحالي:
النفط
تتداول أسعار النفط الخام المحلية حالياً قرب مستوى 60 دولاراً للبرميل، وهو سعر دون العتبة التي يعتبرها كبار التنفيذيين في قطاع الطاقة ضرورية لضمان جدوى عمليات الحفر، ما يضع مزيداً من الضغوط على قطاع النفط الصخري في الولايات المتحدة.
ويعكس التراجع الأخير في عدد منصات الحفر توقعات بضعف الطلب في المناطق المنتجة للنفط الصخري، رغم الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتسريع وتيرة الإنتاج.
وفي مذكرة حديثة، كتب محللو بنك “جيه بي مورغان تشيس أند كو” (JPMorgan Chase & Co)، بقيادة آرون جايارام، أن القطاع قد يخفض عدد منصات الحفر بنحو 50 منصة إذا استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط عند 60 دولاراً للبرميل، مما قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً.
وأضاف المحللون أنه إذا هبطت الأسعار إلى 55 دولاراً للبرميل، فإن التأثير سيكون مضاعفاً، ما ينذر بمزيد من التباطؤ في النشاط الإنتاجي.
الغاز والفحم
رغم التوقعات بانخفاض الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم خلال العقد المقبل، إلا أن هذا التراجع مرشح للتباطؤ، نتيجة الاعتماد المتزايد على محطات الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، لتلبية احتياجات مراكز البيانات التي تشغّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير “توقعات الطاقة الجديدة” الصادر عن “بلومبرغ إن إي إف” (BloombergNEF).
وأوضح التقرير أن ارتفاع الطلب على مراكز البيانات سيتسبب في زيادة تراكمية لانبعاثات الكربون تُقدَّر بنحو 3.5 مليار طن بحلول عام 2035، وهو ما يعادل قرابة 10% من إجمالي الانبعاثات العالمية حالياً، وذلك مقارنةً بالتقديرات السابقة.
كما أشار إلى أن ما يقرب من ثلثي الطاقة الإضافية اللازمة ستُستمد من محطات تعمل بالغاز الطبيعي والفحم، مما يزيد من التحديات المناخية التي تواجهها الحكومات وشركات التكنولوجيا على حد سواء.
ثاني أكسيد الكربون
في سياق الحديث عن الانبعاثات، يُقدّر العلماء أن العالم سيحتاج على الأرجح إلى إزالة مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لتحقيق أهداف خفض الاحتباس الحراري. رغم ذلك، فإن التمويل الموجّه إلى صناعة إزالة الكربون الناشئة لا يتم توزيعه بشكل متوازن.
خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024، ضخ المستثمرون 3.3 مليار دولار في تقنيات التقاط الكربون من الهواء مباشرة، مقارنة بـ3.4 مليار دولار خُصصت لجميع الأساليب الأخرى المبتكرة لتنقية الهواء، وفقاً لبيانات متاحة علناً جمعها موقع “سي دي آر. فيي” (CDR.fyi) المتخصص في تتبع القطاع.
المعادن الأرضية النادرة
تزايدت أهمية عدد من المعادن النادرة، من بينها ديسبروسيوم، وتربيوم، ولوتيتيوم، إلى جانب أربعة عناصر نادرة أخرى، في ظل تصاعد الحرب التجارية العالمية. فقد أدرجت الصين هذه المعادن السبعة النادرة، التي تُعدّ ضرورية في صناعة منتجات متقدمة مثل قضبان المفاعلات النووية والطائرات الحربية المقاتلة، ضمن قائمتها للقيود على الصادرات، وذلك في إطار ردّها على الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وتواجه واشنطن تحدياً كبيراً في هذا المجال، إذ لا تمتلك إلا قدرات محدودة لمعالجة هذه المعادن، وتعتمد بشكل كبير على الصين، التي تهيمن على عمليات التعدين والتكرير عالمياً.
الذرة
في موازاة ذلك، تشهد صادرات الذرة الأميركية نمواً لافتاً، مع تحوّل العديد من المستوردين حول العالم إلى الولايات المتحدة، التي تُعدّ أكبر منتج ومصدر للذرة. ويأتي هذا الارتفاع في ظل وقف مؤقت للرسوم الجمركية على واردات الذرة الأميركية من قبل المكسيك، أكبر مستورد لها، ما ساهم في تعزيز الطلب على الحبوب الصفراء ودفع أسعارها إلى الصعود، على الرغم من الضغوط الأوسع في الأسواق الناتجة عن رسوم ترمب الجمركية.