استثمر دونالد ترمب الابن، النجل الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وزوجته لارا ترمب في شبكة “سالم ميديا غروب” (Salem Media Group Inc)، وهي شبكة إذاعية مسيحية يمينية، ما أثار موجة صعود حادة في سهم الشركة، وزاد من تورط العائلة في سوق تُعرف بارتباطها بشركات تفتقر إلى الشفافية ومحفوفة بالمخاطر.
وأعلن ترمب الابن ولارا يوم الإثنين أنهما استثمرا في “سالم”، وهي شبكة إذاعية محافظة معروفة بترويجها لفيلم يتبنى نظرية مؤامرة حول تزوير انتخابات 2020.
وقفزت أسهم الشركة بنسبة 152% لتصل إلى 1.16 دولار للسهم الواحد بحلول الساعة 12:50 ظهراً بتوقيت نيويورك، بعد أن كانت قد قفزت بنسبة وصلت إلى 210%.
ما هي أسهم “البيني”؟
يتبع هذا الاستثمار نمطاً أصبح مألوفاً منذ فوز ترمب بالانتخابات، إذ يعلن أحد أفراد عائلة ترمب عن حيازته لحصة أو دور استشاري في شركة صغيرة يتم تداول أسهمها بشكل محدود وتُصنّف ضمن “أسهم البيني” (Penny Stocks)، فترتفع قيمة الأسهم بشكل مفاجئ بعد الإعلان، وغالباً ما تعاود الانخفاض لاحقاً.
تكررت هذه الظاهرة مع عدة شركات، من بينها “أنيوجوال ماشينز” (Unusual Machines Inc)، وهي شركة طائرات مسيرة انضم إليها ترمب الابن كمستشار في نوفمبر، وشركة “بي إس كيو هولدينغز” (PSQ Holdings Inc)، التي تدير سوقاً إلكترونية لشركات ذات قيم محافظة، حيث أصبح ترمب الابن عضواً في مجلس إدارتها في ديسمبر. كما حصل هو وشقيقه إريك ترمب على حصص في شركة مالية صغيرة تدعى “دوميناري هولدينغز” (Dominari Holdings Inc) في فبراير الماضي.
وفي الصفقة الأخيرة، أعلنت “سالم” أنها استحوذت على 30% من تطبيق الأخبار الذي يملكه ترمب الابن “إم إكس إم نيوز” (MxM News)، مقابل التزامه بالترويج للشركة. كما وافقت لارا ترمب، زوجة إريك ترمب والرئيسة السابقة المشاركة للجنة الوطنية الجمهورية، على مواصلة تقديم برنامجها “ذا رايت فيو” (The Right View) على منصة “سالم”.
ولم تعلن الشركة عن تفاصيل مالية تتعلق بحصة ترمب الابن وزوجته. ورفضت “سالم” الإدلاء بتصريحات إضافية بعد بيانها الصحفي، فيما لم ترد عائلة ترمب على طلبات للتعليق.
علاقة متنامية مع الإعلام اليميني
تُضيف هذه الصفقة إلى العلاقة المتنامية بين عائلة ترمب والإعلام اليميني. إذ يستضيف ترمب الابن برنامجاً على منصة البث المحافظة “رومبل” (Rumble Inc.) بعنوان (Triggered With Don Jr)، استضاف فيه وزير الخارجية ماركو روبيو، وامتدح والده قائلاً إنه “أعاد الحسّ السليم”.
كما أبرمت شبكة “فوكس نيوز” هذا العام اتفاقاً لبث برنامج (My View With Lara Trump) خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث دافعت لارا مؤخراً عن سياسات والد زوجها الجمركية رغم تسببها في اضطراب الأسواق، قائلة: “الدول تصطف الآن للتفاوض”. كما أجرت مقابلة مع وزير التجارة هوارد لوتنيك الذي قال إن الرئيس “يقود المشهد بكل قوة”.
خارج المقصورة
وكانت “سالم” قد وافقت العام الماضي على وقف توزيع كتاب وفيلم “2000 Mules”، الذي شاركت في إنتاجه مع الناشط المحافظ ومخرج الفيلم دينش دي سوزا، والذي بُني على نظرية مفندة تزعم تزوير نتائج انتخابات 2020. واعتذرت الشركة لاحقاً لناخبة من جورجيا تم تصويرها زوراً على أنها ارتكبت عملية تزوير انتخابي.
وتختلف “سالم” عن بعض الشركات الأخرى المرتبطة بعائلة ترمب، كونها تتداول حالياً في سوق خارج المقصورة (Over-the-Counter)، التي تفتقر إلى مركزية التداول، وحجم السيولة، والشفافية الموجودة في بورصتي “نيويورك” و”ناسداك”. وكانت الشركة قد شطبت نفسها من بورصة “ناسداك” العام الماضي لتوفير التكاليف.
ويُعرّف سهم “البيني” عادة على أنه السهم الذي يُتداول بأقل من 5 دولارات. وبلغ متوسط سعر سهم “سالم” خلال العام الماضي 38 سنتاً، بحسب بيانات جمعتها “بلومبرغ”.
