تراجع الذهب من مستوى قياسي، في وقت تقيّم الأسواق آخر أخبار الرسوم التجارية الأميركية الصادرة عن الرئيس دونالد ترمب الذي دفع المستثمرين إلى التوجه نحو أصول الملاذ الآمن، وسط حالة ارتباك متزايدة بشأن أجندة الرسوم التي يتبناها.
وتراجع المعدن النفيس بنسبة وصلت إلى 0.8% في التعاملات المبكرة يوم الإثنين، بعد مكاسب تجاوزت 6% خلال الأسبوع الماضي، والتي شهد خلالها بلوغه مستوى 3,245 دولاراً للأونصة لأول مرة في تاريخه.
وجاء هذا الانخفاض بعد تعافي الدولار الأميركي بشكل طفيف من موجة تراجعه الأخيرة، وذلك عقب قرار الولايات المتحدة تعليق الرسوم المتبادلة على بعض واردات الهواتف الذكية، وأجهزة الحاسوب، وسلع إلكترونية أخرى.
ومع ذلك، ظل هذا التعافي محدوداً، بعد أن أشار ترمب يوم الأحد إلى أن رسوماً منفصلة على الإلكترونيات الاستهلاكية ورقائق المعالجات قيد الإعداد. ويؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب، نظراً لأنه مسعّر بالعملة الأميركية.
الذهب يرسخ موقعه كاستثمار آمن
ارتفع الذهب بأكثر من 20% منذ بداية العام، في ظل اندفاع المستثمرين نحو الأمان، تأثراً بسياسة ترمب التجارية المتقلبة، التي تسببت في تقلبات عنيفة في أسواق الأسهم والسندات الأميركية، وكذلك الدولار، على خلفية مخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
وعلى وجه الخصوص، يسلط بيع السندات الحكومية الأميركية الضوء على تراجع الإقبال على الأصول الأميركية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت ديون الولايات المتحدة لا تزال تُعد ملاذاً آمناً في أوقات الاضطراب.
كتب كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في شركة “بيبر ستون غروب” (Pepperstone Group Ltd) في مذكرة يوم الإثنين: “يبدو أن الذهب هو المستفيد الواضح من النقاشات المحتدمة حول الدولار الأميركي، وقد شهدنا ارتفاعاً حاداً في سعر الذهب”.
وأضاف أن بعض المتعاملين يرون أن “سعر الذهب مرتفع جداً بحيث لا يمكن بيعه على المكشوف، لكنه في الوقت نفسه في حالة شراء مفرطة بحيث لا يمكن ملاحقته”.
خلال الأسبوع، سيركز المتداولون على كيفية تعامل بعض أكبر البنوك المركزية في العالم مع التغيرات السريعة في المشهد الاقتصادي العالمي، مع توقعات باتجاه سنغافورة والبنك المركزي الأوروبي إلى تخفيف السياسة النقدية. وغالباً ما تكون معدلات الفائدة المنخفضة إيجابية للذهب، كونه لا يدر عائداً.
وتراجع الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى 3,220.43 دولار للأونصة عند الساعة 7:37 صباحاً في سنغافورة، بعد أن سجل مستوى قياسياً عند 3,245.48 يوم الجمعة. واستقر مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بعد تراجعه على مدى ثلاثة أيام. وانخفضت أسعار الفضة، فيما ارتفع كل من البلاتين والبلاديوم.
