اخر الاخبار

“أمازون” تلغي طلبات توريد من الصين عقب إعلان الرسوم الأميركية

أقدمت شركة “أمازون دوت كوم” (Amazon.com) على إلغاء طلبات شراء خاصة بمنتجات مصنوعة في الصين ودول آسيوية أخرى، بحسب وثيقة اطلعت عليها “بلومبرغ” وأشخاص مطلعون على المسألة. وهذه خطوة تشير إلى أن الشركة تسعى لتقليص تعرضها لتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

تتضمن الطلبات الملغاة كراسي الشاطئ ودراجات بخارية ومكيفات الهواء وسلعاً أخرى تم طلبها من عدد من موردي “أمازون”، حيث تم تعليقها عقب إعلان ترمب في 2 أبريل عزمه فرض رسوم جمركية على أكثر من 180 دولة ومنطقة، من بينها الصين وفيتنام وتايلندا، وفقاً لما أفاد به الأشخاص. وقد أثار توقيت هذه الإلغاءات، التي لم يسبقها أي إنذار، شكوك البائعين بأنها جاءت كرد فعل مباشر لتلك الرسوم.

امتنع متحدث باسم “أمازون” عن التعليق على الأمر. وكانت الشركة قد اعتبرت النزاعات التجارية الدولية من بين المخاطر المحتملة التي تهدد أعمالها، وذلك في تقريرها السنوي الصادر في فبراير. وأشارت إلى أن “الموردين المقيمين في الصين يوفرون أجزاء كبيرة من مكوناتنا ومنتجاتنا النهائية”.

ولا يزال نطاق هذه الإلغاءات غير واضح حتى الآن، كما لم يُحدد عدد أنواع السلع المتأثرة بها.

تعليق “أمازون” يضر البائعين

تلقى أحد البائعين، الذي يورد كراسي شاطئ مصنوعة في الصين إلى “أمازون” منذ أكثر من عقد، بريداً إلكترونياً من الشركة الأسبوع الماضي يفيد بأنها ألغت بعض أوامر الشراء التي أصدرتها “عن طريق الخطأ”، وطلبت منه عدم شحن البضائع. ولم يتطرق البريد الإلكتروني، الذي اطلعت عليه “بلومبرغ”، إلى الرسوم الجمركية.

وأشار البائع إلى أن “أمازون” ألغت طلب بيع بالجملة قيمته 500 ألف دولار بعد تصنيع الكراسي بالفعل، ما اضطره لتحمل تكلفة المصنع والبحث عن مشترين أخرين. وأكد هذا البائع، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من رد فعل محتمل من الشركة، أن هذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها “أمازون” طلباً له بهذه الطريقة.

من جانبه، قال سكوت ميلر، مدير مبيعات سابق لدى “أمازون” والمستشار حالياً في مجال التجارة الإلكترونية، إن الشركة ألغت طلبات منتجات مصنوعة في الصين ودول آسيوية أخرى من عدة عملاء يتعامل معهم. ولفت إلى أن هذه الإلغاءات جاءت دون سابق إنذار، ما قد يدفع البائعين على إعادة التفاوض بشأن شروطهم مع شركة التجارة الإلكترونية.

وقال ميلر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بي دي بلس” (pdPlus) ومقرها في مينيابوليس، إن “أمازون تتحكم في كل شئ. والخيار الوحيد المتاح أمام البائعين هو بيع هذا المخزون في دول أخرى بهوامش ربح أقل، أو محاولة التعاون مع تجار تجزئة أخرين”.

كيف تؤثر الرسوم الأميركية على “أمازون”؟

أوضح بائع كراسي الشاطئ وميلر إن “أمازون” ألغت ما يُعرف بـ”طلبات الاستيراد المباشر”، وهي آلية تعتمد فيها الشركة على شراء منتجات بالجملة من بلد التصنيع ثم شحنها إلى مستودعاتها داخل الولايات المتحدة. وفي إطار هذه العملية، تكون “أمازون” هي المستورد الرسمي، وبالتالي تتحمل الرسوم الجمركية عند دخول البضائع إلى الموانئ الأميركية.

تتبنى “أمازون” هذا النموذج الاستيرادي منذ أعوام في إطار استراتيجيتها لخفض التكاليف، إذ يمكنها الاستفادة من أسعار الشحن بالجملة لاستيراد السلع بأسعار أقل مما يدفعه البائعون. لكن مع إلغاء هذه الطلبات، تنتقل أعباء الرسوم الجمركية مجدداً إلى البائعين، في حال لجأوا إلى توريد بضائعهم إلى السوق الأميركية بوسائل بديلة.

تُشكل المشتريات المباشرة من البائعين نحو 40% من المنتجات المعروضة للبي على الموقع الإلكتروني لشركة “أمازون”، بينما يُباع الجزء المتبقي عبر تجار مستقلين يستأجرون مساحات عرض رقمية من الشركة، ويدفعون لها عمولات ورسوم مقابل الخدمات اللوجستية والإعلانات.

أثارت الرسوم الجمركية التي أعلنها ترمب اضطراب الأسواق العالمية، ما دفع العديد من الشركات إلى رفع أسعارها، وبالتالي أثار مخاوف من احتمالية حدوث ركود اقتصادي.

وفي هذا السياق، خفضت شركة “روبرت دبليو بيرد آند كو” (Robert W. Baird & Co.)، في مذكرة بحثية صدرت يوم الثلاثاء، توقعاتها لإيرادات “أمازون” لعام 2025، مشيرةً إلى تداعيات الرسوم الجمركية. وتهاوت أسهم “أمازون” بنحو 21% هذا العام، مقارنة بتراجع بنسبة 15% في مؤشر “إس آند بي 500”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *