كيف استحوذ الصندوق السيادي السعودي على “حديد” بقيمة أقل؟

باعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” شركتها التابعة “حديد” إلى صندوق الاستثمارات العامة، بسعر نهائي أقل من التقييم الأولي، ما كبدها خسارة قدرها 3.2 مليار ريال.
وفقاً للإيضاح رقم 34 في القوائم المالية الأخيرة لـ”سابك”، بلغت قيمة الصفقة 5.99 مليار ريال، منها 1.16 مليار ريال نقداً، بينما تم تسجيل 4.83 مليار ريال كذمم مدينة طويلة الأجل. وأظهرت البيانات أن القيمة الدفترية لـ”حديد” عند إتمام الصفقة بلغت 9.22 مليار ريال.
آلية تحديد السعر النهائي
أعلنت “سابك” في سبتمبر 2023 عن توقيع اتفاقية لبيع “حديد” إلى الصندوق السيادي بقيمة مبدئية 12.5 مليار ريال، مع الإشارة إلى أن السعر النهائي سيخضع لمراجعة وفقاً لآلية “حسابات إتمام الصفقة”.
وأشار بيان “سابك” آنذاك إلى أن القيمة الدفترية للأصل بلغت 10.65 مليار ريال، مؤكداً أن هذه الصفقة ستتيح لها التركيز على أعمالها الأساسية وتعزيز أدائها في القطاعات التي تنشط فيها. وتوقعت تسجيل خسائر غير نقدية تتراوح بين 2 و2.5 مليار ريال نتيجة الصفقة.
وفي مايو 2024، أكدت “سابك” أنها استوفت جميع المتطلبات التنظيمية اللازمة لنقل ملكية “حديد” بالكامل إلى صندوق الاستثمارات العامة، وفقاً للاتفاقية الموقعة بين الطرفين.
وفق حسين الرقيب، مدير مركز زاد للاستشارات، فإن تقييم صفقة بيع “حديد” لصندوق الاستثمارات العامة عند توقيع الاتفاقية في سبتمبر 2023 عند 12.5 مليار ريال، كان مبدئياً وخضع لمراجعة لاحقة وفقاً لآلية “حسابات إتمام الصفقة”، مما أدى إلى تحديد السعر النهائي عند اكتمال إجراءات البيع.
الرقيب في حديث لـ”الشرق” أشار إلى تأثير انخفاض القيمة الدفترية لصافي الموجودات، حيث كانت عند توقيع مذكرة التفاهم الأولى بين “سابك” و الصندوق حوالي 10.65 مليار ريال، لكنها انخفضت إلى 9.22 مليار ريال عند إتمام الصفقة، وهو ما انعكس على القيمة الفعلية للصفقة.
وأضاف أن خسارة إعادة قياس القيمة العادلة للشركة ساهمت في هذا التراجع، حيث تم تسجيل خسائر بقيمة 2.93 مليار ريال عن عام 2023 و304 ملايين ريال عن عام 2024، مما أدى إلى خفض القيمة النهائية للصفقة مقارنةً بالتقييم الأولي.
قبل البيع | عند إتمام البيع | |
قيمة الصفقة | 12.5 (قيمة مبدئية) | 5.99 |
القيمة الدفترية للشركة | 10.65 | 9.22 |
الخسائر المتوقعة لـ”سابك” | 2 إلى 2.5 | 3.2 |
المصدر: القوائم المالية لشركة “سابك” لعام 2024 وإفصاحات الشركة على “تداول” |
إعادة هيكلة قطاع الحديد في المملكة
حسب تصريح سابق لوزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، فإن هذه الصفقة تأتي ضمن جهود صندوق الاستثمارات العامة لإعادة هيكلة قطاع الحديد في المملكة، بهدف تعزيز تنافسية الصناعة، وتلبية الطلب المحلي، والتوسع في الأسواق الإقليمية والدولية. وفي هذا الإطار، شهد قطاع الحديد اندماج “حديد” مع “حديد الراجحي”، في خطوة تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، وزيادة الطاقة الإنتاجية، وتعزيز تنافسية القطاع، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 لتطوير قطاعي التعدين والصناعات التحويلية.
على الرغم من الخسائر المحققة، تؤكد “سابك” أن هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجيتها للتركيز على أعمالها الأساسية في قطاع البتروكيماويات، حيث تواجه الشركة تحديات متزايدة في ظل المنافسة العالمية وتقلبات الأسواق. ويرى محللون أن خروج “سابك” من قطاع الحديد سيوفر لها سيولة يمكن توجيهها نحو استثمارات أكثر ربحية في الصناعات الكيميائية والتقنيات المتقدمة.