ترمب يخطط لزيارة السعودية خلال شهرين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيزور السعودية خلال الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعد محدد، في وقت من المتوقع أن تستضيف المملكة جولة ثانية من المحادثات بشأن أوكرانيا.
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها ترمب عن إمكانية زيارته المملكة، إذ أشار في 12 فبراير إلى أنه قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، “في وقت ليس ببعيد”.
تأتي تصريحات ترمب التي قالها للصحفيين في البيت الأبيض، بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيتوجه إلى المملكة يوم الإثنين، حيث قال في منشور على “إكس”، إنه سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكان ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد قال إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا بشأن إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب التي استمرت ثلاث سنوات مع روسيا، ومن المقرر عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع الأوكرانيين في السعودية.
ترمب الذي يضغط للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لفت في تصريحاته أيضاً إلى أن كييف تريد اتفاقاً، وذلك بعدما انهارت المفاوضات في البيت الأبيض إثر مشادة على الهواء بين الرئيسين الأميركي والأوكراني.
ألغت هذه المشادة توقيع اتفاق المعادن الذي تعتبره الولايات المتحدة أساسياً لمواصلة دعمها لأوكرانيا. وطالبت أوكرانيا الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية، وهو ما رفضت الولايات المتحدة تقديمه معتبرة أن هذه المهمة ملقاة على عاتق أوروبا.
ترمب يشكر السعودية وولي العهد
بتوجيه من ولي العهد السعودي، استضافت المملكة في فبراير الماضي، جولة أولى من المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، بمشاركة وزير خارجية أميركا ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وصفت ترمب الجولة الأولى بـ”التاريخية”، معرباً عن شكره بشكل خاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على استضافة المحادثات. وقال الرئيس الأميركي إن “السعودية بلد عظيم، ويتمتع بقيادة عظيمة”، مضيفاً أن “الرياض قامت بعمل عظيم لعقد هذه المحادثات”.
العلاقات السعودية الأميركية
ترتبط السعودية والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية طويلة الأمد تمتد على مدى 8 عقود.
في يناير الماضي، أعربت السعودية عن رغبتها في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات، مرشحة للارتفاع في حال أُتيحت فرص إضافية، في وقت كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تتجاوز 770 مليار دولار.
وخلال السنوات الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة، الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وزاد من حصصه في العديد من الشركات الأميركية.
أظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي، أن الصندوق الذي يدير أصولاً تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته في الأسهم الأميركية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو 6 مليارات دولار عن الربع الثاني من العام ذاته.
كما زادت المملكة من حيازتها من سندات الخزانة الأميركية في أكتوبر إلى أعلى مستوى في 4 سنوات. وبحسب بيانات جمعتها “بلومبرغ”، زادت حصة سندات الخزانة الأميركية من إجمالي الأصول الأجنبية التي يحتفظ بها البنك المركزي السعودي، إلى حوالي 35%.
تزايدت استثمارات السعودية في سندات الحكومة الأميركية العام الماضي؛ حيث يمتلك المركزي حالياً سندات خزانة بقيمة 144 مليار دولار، على الرغم من انخفاض إجمالي الأصول الأجنبية إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير.