واصلت أسعار النفط انخفاضها مع بدء الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض تعريفات تطلق سلسلة من الحروب التجارية، وتحرّك “أوبك+” لاستئناف الإنتاج الذي توقف لسنوات.
نفّذ ترمب تهديده بفرض رسوم استيراد شاملة على كندا والمكسيك، وضاعف الرسوم الموجودة على الصين، مما أثار ردوداً انتقامية سريعة تهدد بتقليص النمو الاقتصادي العالمي والحد من الطلب على الطاقة.
تأتي هذه التحركات بعد يوم من إعلان تحالف “أوبك+” أنه سيزيد الإنتاج بعد تأجيلات متكررة، وهو قرار فاجأ سوقاً كانت تثقلها بالفعل توقعات بحدوث فائض في وقت لاحق من العام الجاري.
انخفض خام “برنت”، المعيار العالمي، إلى حوالي 71 دولاراً للبرميل، وهبط لفترة وجيزة إلى ما دون 70 دولاراً لأول مرة منذ أكتوبر، بينما اقترب خام “غرب تكساس” الوسيط من 68 دولاراً بانخفاض طفيف. كما أبرزت الاضطرابات الموقف الهبوطي في السوق، حيث يدفع متداولو النفط أعلى العلاوات لخيارات البيع في خمسة أشهر.
فائض في العرض
كتبت شركة الوساطة “بي في إم” (PVM) في مذكرة: “إعلان أوبك+ أمس بزيادة الإنتاج، مقترناً بالتعريفات الأميركية على الواردات المكسيكية والكندية والصينية، عوامل تزيد من احتمالات وجود سوق تعاني من فائض في العرض، حيث يؤثران أيضاً على النمو الاقتصادي والطلب على النفط”.
تشير المؤشرات الفنية أيضاً إلى تحوّل في أساسيات السوق طويلة الأمد، بما في ذلك سوق أكثر ضيقاً للنفط الخام الأميركي مقارنة بـ”برنت”. يتم تداول الفارق الفوري للعقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط -الفرق في أسعار العقود الآجلة للتسليم الفوري والشهر التالي- بأعلى علاوة مقارنة بنفس مقياس “برنت” منذ منتصف يناير، عندما شددت الولايات المتحدة العقوبات ضد روسيا.
في الوقت نفسه، يحتفظ المستثمرون الذين يعتمدون على الخوارزميات في عمليات التداول، والمعروفون باسم مستشاري تداول السلع، بأكبر مركز قصير صافٍ في خام “غرب تكساس” الوسيط منذ أوائل أكتوبر، وفقاً لستيفن روزمي، العضو المنتدب في مجموعة أبحاث “بريدجتون”.
قال غريغوري برو، المحلل الجيوسياسي في “أوراسيا غروب”: “ما لم يحدث تقلص في العرض خارج أوبك+، فإن الأسعار ستنخفض أكثر”. وأضاف أن الشركة تتوقع تداول “برنت” في نطاق حده الأدنى 60 دولاراً لهذا العام.
رأى حوالي 38% من أكثر من 100 تاجر ومحلل شملهم استطلاع “بلومبرغ” خلال حدث أقيم في لندن يوم 26 فبراير، فرصة لوصول النفط إلى 50 دولاراً هذا العام.
