اخر الاخبار

مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب يقفز 7 أضعاف منذ ديسمبر

ارتفع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من الحد اللازم لصنع الأسلحة النووية، بزيادة نسبتها تفوق 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، رغم الضغوط المتزايدة على البلاد لكبح أنشطتها النووية.

وفي أول تقرير لها عن إيران منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، أفادت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بأن طهران زادت معدل تراكم اليورانيوم عالي التخصيب، بمقدار 7 أضعاف منذ ديسمبر.

يمكن ترقية هذا اليورانيوم بسرعة إلى المستويات المستخدمة عادة في الأسلحة النووية، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل منذ فترة طويلة. لكن إيران نفت دائماً أن يكون تطويرها النووي لأغراض عسكرية، مؤكدة أن تركيزها منصب على الأهداف “السلمية”.

سياسة “الضغط القصوى” على إيران

كتب المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي، في التقرير المكون من 14 صفحة والذي اطلعت عليه “بلومبرغ” إن “الزيادة الكبيرة في إنتاج وتراكم اليورانيوم عالي التخصيب من قبل إيران، التي تعد الدولة غير النووية الوحيدة التي تنتج مثل هذا النوع من المواد، هو أمر مثير للقلق الشديد”.

وكانت إيران قد صعدت من إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% رداً على انتقاد الوكالة لها في نوفمبر.

خلال ولايته الأولى، انسحب ترمب من الاتفاق الدولي الذي حدّ من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات. وفي هذا الشهر، أعاد إحياء حملة “الضغط الأقصى” التي تهدف إلى إضعاف اقتصاد إيران. وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، في 14 فبراير، إن الولايات المتحدة تعتزم خفض صادرات النفط الإيرانية إلى عشر مستوياتها الحالية.

صرح ترمب بأنه “يفضل” التوصل إلى اتفاق نووي جديد، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي، بدا وكأنه يستبعد أي إعادة فتح للمفاوضات في وقت سابق من هذا الشهر.

التوترات الجيوسياسية

يأتي تقرير الوكالة الدولية في وقت تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل وحركة “حماس” المدعومة من إيران، والتي تصنفها الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى كمنظمة إرهابية. ومن المقرر أن تنتهي الهدنة الهشة في غزة بين الجانبين الأسبوع المقبل، وسط غياب أي تقدم ملموس بشأن تمديدها.

قد يؤدي استئناف القتال إلى زيادة التركيز على طهران، التي تدعم أيضاً جماعات مسلحة أخرى في الشرق الأوسط، مثل “حزب الله” في لبنان. وكانت إسرائيل وإيران قد تبادلتا إطلاق الصواريخ مرتين العام الماضي، لكن المواجهات لم تتصاعد إلى حرب شاملة.

تم إعداد أحدث البيانات النووية لتقديمها إلى مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي من المتوقع أن يبحث إصدار قرار جديد لتوبيخ إيران خلال اجتماعه في 3 مارس بفيينا.

وفي الاجتماع الأخير، تم توجيه المفتشين بجمع أدلة قد تُستخدم لإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي قبل انتهاء صلاحيتها في أكتوبر. ومن المتوقع نشر هذا التقرير الخاص بحلول الربع الثاني من العام.

انعدام الثقة الدولية

في تقرير منفصل مكون من 9 صفحات، أعرب غروسي عن “قلقه الشديد” لأن إيران لم توضح بعد مصدر جزيئات اليورانيوم التي تم اكتشافها في مواقع غير مصرح عنها. وأضاف أن طهران لم تقدم للمفتشين “تفسيراً تقنياً موثوقاً” لوجود هذه الجزيئات.

ورغم أن إيران تصر دائماً على أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، فإن انعدام الثقة الدولية في نواياها، دفع الدبلوماسيين نحو اتفاق عام 2015. ولم تبدأ إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تلك اللازمة للأسلحة إلا في عام 2021، أي بعد 3 سنوات من انسحاب ترمب من الاتفاق النووي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *