اخر الاخبار

الصناديق العالمية تتجه لأسهم الأسواق الناشئة بآسيا مع ضعف الدولار

بدأ المستثمرون يهتمون بأسهم الأسواق الناشئة الآسيوية مع توقف موجة صعود الدولار، وظهور أن الحملة الأولية للرسوم الجمركية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب كانت أقل صرامة مما كان متوقعاً في وقت سابق.

اشترى مديرو الأموال ما يزيد عن 700 مليون دولار من الأسهم في الدول النامية الآسيوية خارج الصين في الأيام الخمسة حتى يوم الجمعة، مما أنهى سبعة أسابيع متتالية من التدفقات الخارجة. وحقق مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) للأسهم الإقليمية باستثناء الصين عائداً بنسبة 1.8% للمستثمرين الأسبوع الماضي، مما قلص انخفاضه على مدى الأشهر الستة الماضية إلى حوالي 12%.

يُضاف الارتفاع إلى الدلائل التي تشير إلى أن الوضع قد يتغير للأسهم الإقليمية بعد أن كان أداؤها أقل من نظيراتها العالمية العام الماضي بسبب قوة الدولار والمخاوف من تأثرها سلباً جراء التوترات التجارية العالمية. وعلى الرغم من المكاسب الأحدث، ما زال مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة في آسيا بخلاف الصين يبدو رخيصاً نسبياً، حيث يُتداول عند حوالي 15 ضعفاً لتقديرات الأرباح السنوية المستقبلية، مقابل 22 ضعفًا لمؤشر “إس أند بي 500” (S&P 500).

النمو العالمي

“مع تباطؤ وتقلص” تعريفات ترمب الجمركية عن المتوقع، من المرجح أن تتحسن المعنويات في هذه الأسواق وتحفز بعض الانتعاش”، حسبما قال هان بيو ليو مدير صندوق لدى “مارتيري آست مانجمنت” (Maitri Asset Management Pte) وهو مكتب عائلي مقره سنغافورة. وأضاف “الحواجز التجارية الأقل، إلى جانب ضعف الدولار وخفض أسعار الفائدة، يهيئ بيئة عالمية أكثر دعماً للنمو”.

يعتقد المستثمرون بشكل متزايد أن التهديدات الجمركية التي أعلنها ترمب هي في الأساس تكتيكات تفاوضية.

على سبيل المثال، قال الرئيس الأميركي في أوائل فبراير إنه ينوي فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، لكنه وافق بعد ذلك على تأجيلها بعد أن وافقت الدولتان على بعض مطالبه. كما أرجأ خطة لإنهاء الإعفاءات الجمركية على بعض السلع من الصين وهونغ كونغ.

انخفاض الدولار 

انخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار بأكثر من 3% عن أعلى مستوى له في أوائل فبراير مع انحسار مخاوف التعريفات الجمركية. يُنظر إلى ضعف الدولار على أنه إيجابي للاقتصادات الناشئة في آسيا، حيث يعتمد العديد منها على الواردات المسعّرة بالعملة الأميركية، كما يمنح بنوكها المركزية مجالاً أكبر لخفض أسعار الفائدة لدعم النمو.

هناك على الأقل بعض الإشارات على أن الفترة الطويلة من قوة الدولار تقترب من نهايتها. قلص مديرو الأصول رهاناتهم على صعود الدولار لأربعة أسابيع متتالية حتى 11 فبراير، وفقاً لأحدث البيانات من لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأولية، على الرغم من أن المركز العام لا يزال يراهن على الارتفاع. 

“تراجع التوترات التجارية، حتى لو لم يتم التخلص منها بالكامل، يمكن أن يخلق بيئة أكثر استقراراً للشركات والمستثمرين في الأسواق الناشئة” بحسب مانيش بهارغافا، الرئيس التنفيذي لشركة “ستريتس إنفستمنت مانجمنت” في سنغافورة. وأضاف “يرجح أن يؤدي فرض تعريفات جمركية معتدلة إلى تخفيف التوترات التجارية، مما يعود بالنفع على الاقتصادات الآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على الصادرات”.

الرسوم الجمركية

ساعد تراجع المخاوف بشأن الرسوم الجمركية في تعزيز المكاسب في الاقتصادات التي تعتمد على التصدير مثل كوريا الجنوبية، حيث ارتفع مؤشر “كوسبي” (Kospi) القياسي بنسبة 5.5% هذا الشهر، متجاوزاً تقدم مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 1.3%.

تلقت الأسهم الإقليمية دفعة إضافية من تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد الذي أطلقته شركة “ديب سيك” (DeepSeek) الصينية والذي عزز الطلب على شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء آسيا. ويرجع جزء من ذلك إلى التفاؤل بإمكانية استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي في مجموعة من الصناعات، بما في ذلك شركات صناعة السيارات وشركات التجارة الإلكترونية.

“متحمسون للفرص المتاحة في جميع أنحاء المنطقة نتيجة لدورة منتجات التكنولوجيا الجديدة”، بحسب ما قاله أندرو سوان، رئيس الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان في “مان غروب” (Man Group) في سيدني. وأضاف “مع إضفاء الصبغة الديمقراطية على الذكاء الاصطناعي، وانخفاض تكلفته وتحسن كفاءته، نتوقع أن نرى مجموعة جديدة من المستفيدين مع تحرك الابتكار إلى مستويات أوسع للاستخدام، وهو المجال الذي تتمتع فيه الشركات الآسيوية بانكشاف كبير”.

من المؤكد أن هناك احتمالاً كبيراً بأن ينفذ ترمب العديد من تهديداته بالرسوم الجمركية، مما يؤدي إلى ارتفاع آخر للدولار. زاد الرئيس من حدة خطابه الأسبوع الماضي، قائلاً إنه من المرجح أن يفرض رسوماً على واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية بنحو 25%، مع توقع صدور إعلان في هذا الصدد في وقت قريب ربما أوائل أبريل.

لكن في الوقت الحالي، تجتذب الأسهم في الأسواق الناشئة الآسيوية المشترين. قال ويليام يون، مدير الاستثمار في “إنفسكو هونغ كونغ” (Invesco Hong Kong)، إنه عزز انكشافه على بعض أسواق رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” (Asean) مثل إندونيسيا والفلبين.

قال يون، الذي تفوق صندوق الطلب الاستهلاكي الخاص به على 92% من نظرائه على مدى العام الماضي، إن ضعف أداء الأسهم الآسيوية الناشئة بسبب الدولار القوي وفر فرصة للاستثمار. وأضاف “بيعت أسهم هذه الشركات بسبب عوامل الاقتصاد الكلي، لكننا نرى نمواً كامناً وتحقيقاً للربحية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *