اخر الاخبار

توبراش التركية تتجنب النفط الروسي بسبب العقوبات الأميركية

تعتزم أكبر مصفاة نفط في تركيا تقييد مشتريات النفط والوقود من روسيا لتجنب انتهاك العقوبات الأميركية، ما يجعلها أحدث عميل يتوخى الحذر في التعامل مع موسكو بعد الإجراءات التي فُرضت في الشهر الماضي.

اعتباراً من 27 فبراير، ستتوقف شركة “تكرير النفط التركية” (Turkiye Petrol Rafinerileri AS)، ومقرها في إسطنبول، والمعروفة اختصاراً بـ”توبراش” (Tupras)، عن قبول الشحنات التي لا تمتثل لسقف الأسعار الذي فرضته مجموعة الدول السبع، وفقاً لشخص مطلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الأمر.

لم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من “توبراش”.

كانت إدارة بايدن المنتهية ولايتها فرضت عقوبات واسعة النطاق في 10 يناير الماضي على صادرات النفط الروسية، حيث استهدفت 161 ناقلة، واثنين من كبار المنتجين، وعدداً من المتداولين، بالإضافة إلى شركة التأمين الرئيسية في موسكو لشحنات النفط (ربما الأهم بالنسبة لبعض العملاء). توقفت “توبراش” عن شراء البراميل التي تتجاوز السقف السعري بعد ذلك التاريخ، لكنها ستواصل قبول تسلمها حتى 27 فبراير.

يعني قرار الالتزام بسقف الأسعار أن “توبراش” تمتثل لمطالب القوى الغربية التي تسعى منذ فترة طويلة إلى الحد من وصول روسيا إلى الدولارات المتأتية من عوائد النفط. في المقابل، كانت موسكو أكدت في السابق أنها لن تتعامل مع الكيانات التي تلتزم بالسقف السعري. تُظهر أحدث بيانات لـ”أرغوس ميديا” أن خام “الأورال” الروسي الرئيسي يتأرجح حالياً حول عتبة 60 دولاراً للبرميل، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الشركة التركية ستظل راغبة في الشراء.

اقرأ المزيد: روسيا تواجه أزمة وشيكة في ناقلات النفط مع تصاعد حدة العقوبات

290 ألف برميل يومياً

تعد تركيا موطناً لمضيقي الشحن البوسفور والدردنيل اللذين تمر عبرهما تجارة بحرية تزيد قيمتها عن 300 مليار دولار سنوياً. شددت تركيا في السابق على ضرورة امتلاك السفن تغطية تأمينية مناسبة.

بلغ متوسط مشتريات “توبراش” من الخام الروسي نحو 290 ألف برميل يومياً بين يونيو ويناير.

أدت الحرب التي شنها فلاديمير بوتين على أوكرانيا إلى إعادة توجيه برنامج الصادرات النفطية الروسي، بعدما توقفت أوروبا، وهي المشتري الرئيسي السابق، عن الشراء تقريباً. زاد ذلك من اعتماد موسكو على دول مثل تركيا، فضلاً عن عملاء رئيسيين مثل الهند والصين، اللتين أبدتا حذراً متزايداً في التعامل مع الشحنات الخاضعة للعقوبات منذ فرض الإجراءات الجديدة في 10 يناير.

في السابق، كانت روسيا تعتمد على أسطول ضخم من الناقلات التي جمعتها مع وسطاء للالتفاف على العقوبات. وتُمنع هذه السفن من استخدام التأمين الغربي إذا تجاوزت أسعار البراميل السقف المحدد. كانت شركة التأمين الروسية “إنغوستراخ” (Ingosstrakh Insurance Co)، ومقرها في موسكو، من بين الكيانات التي شملتها العقوبات في 10 يناير.

بحسب المصدر ذاته، فإنه اعتباراً من 27 فبراير، ستتوقف جميع شحنات المنتجات البترولية الروسية إلى “توبراش” التي تتجاوز السقوف السعرية 60 دولاراً للنفط الخام، و100 دولار للوقود الممتاز، و45 دولاراً للمنتجات منخفضة الجودة.

اقرأ المزيد: هبوط صادرات الوقود الروسي المنقولة بحراً مع تراجع التكرير في العام الحالي

روسيا مورد رئيسي لتركيا

أصبحت روسيا المورّد الأول للنفط إلى تركيا بعد غزو أوكرانيا في عام 2022، حيث شكّلت 65% من واردات الخام والمنتجات النفطية. وخلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، استوردت تركيا نحو 29.1 مليون طن من روسيا، وفقاً لبيانات هيئة تنظيم سوق الطاقة.

اشترت “توبراش” وحدها نحو 180 ألف برميل يومياً من خام “الأورال” الروسي العام الماضي، ما يعادل نحو 5.5% من إجمالي الصادرات الروسية المنقولة بحراً، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرغ”.

في عام 2023، تلقت “توبراش” منتجات بترولية بنحو 90 ألف برميل يومياً، معظمها ديزل، في ثلاثة من موانئها بتركيا، وفقاً لبيانات “فورتكسا” (Vortexa Ltd) التي جمعتها “بلومبرغ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *