اخر الاخبار

شركات التكنولوجيا تدعم صعود مؤشرات وول ستريت

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية بعد يوم جامح في الأسواق، بقيادة شركات التكنولوجيا الكبرى. وفي الساعات الأخيرة من الجلسة، هبطت أسهم “ألفابت” الشركة الأم لـ”جوجل” بسبب الإيرادات المخيبة للآمال.

بعد انزلاق غذته حالة عدم اليقين بشأن الحرب التجارية، انتعشت الأسهم مع قيام المستثمرين بالتدقيق بمجموعة من نتائج الشركات. وعززت توقعات الإيرادات الصعودية لشركات عملاقة مثل “بالانتير تكنولوجيز” (Palantir Technologies Inc) و”إنفينيون تكنولوجيز” (Infineon Technologies AG)، من المشاعر. 

ارتفع مؤشر “بلومبرغ” لأسهم “العظماء السبعة” (ألفابت، أبل، إنفيديا، أمازون، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) بنسبة 1.7%. صعدت أسهم “ميتا” للجلسة الثانية عشرة على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاعات لها على الإطلاق.

اقرأ أيضاً: زوكربيرغ يتوقع عاماً مميزاً لـ”ميتا” في الذكاء الاصطناعي ويدافع عن خطط الإنفاق

فرصة شراء قصيرة الأجل

“لقد أثبتت اضطرابات السوق قصيرة الأجل، أنها فرص شراء جيدة قصيرة الأجل”، كما قال كريغ جونسون من “بايبر ساندلر” (Piper Sandler).

أكدت القراءات الأخيرة لفرص العمل في الولايات المتحدة تباطؤاً تدريجياً على صعيد العمالة. وبالنسبة لكريشنا جوها من “إيفركور” (Evercore)، فإن البيانات تخفف من مخاطر الصعود في تقرير التوظيف الذي سيصدر يوم الجمعة، بطريقة مفيدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والأسواق.

وفي الوقت نفسه، أوضحت الضربات الأولى في أحدث حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، أن شي جين بينغ يتبنى نهجاً أكثر حذراً مما كان عليه خلال فترة ولاية دونالد ترمب الأولى.

اقرأ أيضاً: من النفط إلى الغاز.. ما أبرز السلع الأميركية الخاضعة لرسوم الصين؟ 

بعد أن أعطى الزعيم الأميركي مهلة في اللحظة الأخيرة لكلّ من كندا والمكسيك، دخلت تعريفاته الجمركية بنسبة 10% على الصين حيز التنفيذ يوم الثلاثاء. وفي غضون ثوانٍ، أعلنت بكين عن تعريفات جمركية إضافية على ما يقرب من 80 منتجاً، لتدخل حيز التنفيذ في 10 فبراير.

وقال تود أهلستن من “بارناسوس للاستثمارات” (Parnassus Investments) إن “هناك احتمالاً معقولاً أن يكون التأثير النهائي لهذه التعريفات أقل من المتوقع”. وأضاف: “قد تمثل هذه التعريفات أيضاً الجولة الأولى من المفاوضات النهائية، والتي قد تقلل من تأثيرها النهائي”.

ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.7%، كما ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.3%، وأضاف مؤشر “داو جونز” الصناعي 0.3%.

ارتفعت أسهم “بالانتير” بنسبة 24%، كما قفزت أسهم شركة “سوبر ميكرو كمبيوتر إنك” بنسبة 8.6%، على خلفية خططها لتقديم تحديثات للأعمال في 11 فبراير. هبطت أسهم “ميرك آند كو” بنسبة 9.1%، بعد إيقاف شحنات لقاح “غارداسيل” إلى الصين. هبطت أسهم شركة “إستي لودر” بنسبة 16%، بسبب توقعات الإيرادات المخيبة للآمال، كما أعلنت عن خفض الوظائف.

انتعشت سلة أسهم مجموعة “يو بي إس غروب” التي تضم شركات معرضة للخطر بسبب التعريفات الجمركية، بعد خسارتها أكثر من 6.5% في يومين. انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، بخمس نقاط أساس إلى 4.51%. انخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بنسبة 0.7%، كما انخفض البيزو المكسيكي بنسبة 0.6%، وارتفع الدولار الكندي بنسبة 0.8%.

اتساع الهوة مع “العظماء السبعة”

مع إعلان الشركات الأميركية عن نتائج الربع الرابع، بدأت الهوة بين أكبر سبع شركات في مؤشر “إس آند بي 500” وجميع الشركات الأخرى، بالاتساع. تعمل الشركات العملاقة على زيادة إنفاقها بوتيرة سريعة، في حين أن الشركات الأخرى بالكاد تقوم بذلك.

زادت شركات “العظماء السبعة” من نفقاتها على أشياء مثل العقارات والمعدات، حيث أنفقت 40% أكثر على هذه الفئة في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وفقاً لاستراتيجيين في “سوسيتيه جنرال”.

وأضاف الاستراتيجيون أن بقية الشركات في مؤشر “إس آند بي 500” زادت نفقات رأس المال بنسبة 3.5% فقط في العام الماضي.

اقرأ أيضاً: “سوفت بنك” تقود تمويلاً بـ500 مليون دولار للذكاء الاصطناعي

قال استراتيجيون في “معهد بلاك روك للاستثمار”، بما في ذلك جان بويفين ووي لي، إن “إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة على ما يبدو من قبل شركة ناشئة صينية ديب سيك (DeepSeek)، جدد الأسئلة حول رأس مال الذكاء الاصطناعي”.

وأضافوا: “نحن في مرحلة بناء الذكاء الاصطناعي، مع بلوغ إجمالي الاستثمار الرأسمالي من قبل العظماء السبعة معدلات الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير”. ويقول الاستراتيجيون إنهم يرون “مجموعة واسعة من المستفيدين من الذكاء الاصطناعي”، ويبقون على الاستثمار في الأسهم الأميركية.

انخفاض قطاع التكنولوجيا

كان قطاع التكنولوجيا هو الوحيد الذي انخفض في يناير، حيث تمكن مؤشر “إس آند بي 500” من تحقيق مكاسب بنسبة 2.7% خلال الشهر، وهو ما يفوق متوسط ​​انخفاض يناير البالغ 0.1% منذ عام 2000، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ إنتليجنس”.

وقال استراتيجيا “بلومبرغ إنتليجنس” جينا مارتن آدامز ومايكل كاسبر: “تمكنت الأسهم الأميركية من تحقيق مكاسب في يناير، وارتدت حول أعلى مستوياتها على الإطلاق، ولكن هناك اضطرابات تحت السطح”. وأضافا: “يشير مؤشر نبض السوق لدينا إلى أن المشاعر جنونية، وهي علامة تحذير من سوق ضعيفة تماماً، كما تظهر التعريفات الجمركية كخطر رئيسي”.

ولاحظ الاستراتيجيون أن التغيرات في العوامل الرئيسية كانت محدودة في يناير، حيث كانت العلاقة بين الأسهم وأداء الشركات ذات الديون المرتفعة مقابل المنخفضة، إضافة إلى الفجوة في عوائد السندات، في حالة من التقلب الشديد. أما العوامل الأخرى، مثل حركة الأسعار، وأداء القطاعات الدفاعية مقابل القطاعات الدورية، وأداء الأسهم المستقرة مقابل تلك المتقلبة، فقد كانت مستقرة.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يوجه ضربة موجعة لمؤشرات وول ستريت

من عام 2012 إلى 2023، في الأشهر الثلاثة التي أعقبت تكرار قراءات نبض السوق فوق 0.6 نقطة (هستيري)، حقق مؤشر “راسل 3000” عائداً إجمالياً متوسطاً بلغ 2.9%، وتفوق مؤشر “إس آند بي 500” على مؤشر “راسل 2000” بفارق 178 نقطة أساس. تميل العائدات إلى القوة غالباً بعد القراءات التي تشير إلى الذعر.

حقق مؤشر “راسل 3000” عائداً متوسطاً بلغ 9% بعد ثلاثة أشهر، وتفوقت الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة على نظيراتها الكبيرة بفارق 133 نقطة أساس.

أسبوع مزدحم

“لا شك أن هذا الأسبوع سيكون مزدحماً حيث نتابع الحلقات التي تدور حول حروب التعريفات الجمركية المتطورة”، وفقاً لما قالته كريستينا هوبر من “إنفيسكو” (Invesco). أضافت: “أود أن أؤكد على أهمية معرفة الأفق الزمني والتصرف وفقاً لذلك. بالنسبة للغالبية العظمى، هذا يعني البقاء هادئاً ومتنوعاً والاستمرار في الاسثتمار”.

ولكن ماذا عن المستثمرين الذين يتطلعون إلى أن يكونوا أكثر تكتيكية في محافظهم؟. أشارت هوبر إلى أن “عمليات البيع قصيرة الأجل من المرجح أن تقدم فرص شراء لأولئك الذين لديهم أفق زمني طويل بما فيه الكفاية، إذا رأينا سيناريو مماثل لجولة حروب التعريفات الجمركية التي انطلقت في ولايته الأولى”.

ومع ذلك، قالت إن فترة من عدم اليقين في السياسة التجارية، قد تثقل كاهل الأسواق، إلى حين ظهور قدر أكبر من الوضوح.

وقالت هوبر: “أنا متفائلة بحذر، في حين قد نشهد الكثير من الدراما، فقد لا نرى تأثيراً طويل الأجل أساسي على السوق”. وأضافت: “لقد هدأ تأثير الحرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين في السوق بسرعة بمجرد التوصل إلى حل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *