ترمب يخطط للتحدث مع شي والأنظار على الرسوم الجمركية
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إدارته تخطط للتحدث مع الصين، وذلك قبل فرض رسوم جمركية متبادلة بين البلدين، وفي أعقاب تأجيل تطبيق التعريفات على كندا والمكسيك.
أثناء حديثه للصحفيين في واشنطن أمس الاثنين، قال ترمب إن المحادثات مع الصين ستُعقد “ربما خلال الـ 24 ساعة القادمة”. وخلال مطلع الأسبوع، أعلن أن الرسوم الجمركية على الصين ستدخل حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحاً يوم الثلاثاء.( بالتوقيت المحلي). وقال ترمب “إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الصين، فإن الرسوم الجمركية ستكون كبيرة جداً جداً”.
ارتفع مؤشر “هانغ سينغ تشاينا إنتربرايزيس إندكس” (Hang Seng China Enterprises Index)، الذي يتتبع الأسهم الصينية المتداولة في هونغ كونغ، بنحو 4% يوم الثلاثاء. ارتفع اليوان في التعاملات خارج الصين بنحو 1% من أدنى مستوى له يوم الاثنين عند حوالي 7.31 لكل دولار. وستفتح الأسواق المحلية يوم الأربعاء بعد عطلة رأس السنة الصينية.
قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في وقت لاحق لشبكة “فوكس نيوز” إن هناك خطة ليجري ترمب محادثة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن “الفينتانيل الصيني غير القانوني الذي يودي بحياة عشرات الآلاف من الأميركيين كل عام”.
وتابعت “لقد أوضح الرئيس للصين بشكل جلي أننا لن نتسامح مع ذلك.” وأضافت: “كما أود أن أشير إلى أن العديد من التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب منذ ولايته الأولى لا تزال سارية المفعول”.
توجهت الأنظار إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن توصل ترمب إلى اتفاقيات في اللحظة الأخيرة مع المكسيك وكندا لتأجيل فرض التعريفات الجمركية بنسبة 25%، مقابل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الهجرة والاتجار بالمخدرات عبر الحدود.
اقرأ المزيد: ترمب يؤجل فرض رسوم جمركية على كندا لمدة شهر
بالنسبة لبكين، من المحتمل أن يكون الاتفاق على تقسيم ملكية تطبيق “تيك توك” المملوك للصين أيضاً ضمن جدول أعمال أي اتصال هاتفي بين رئيسي البلدين.
“اهتمام كبير بـ تيك توك!” هكذا كتب ترمب على منصته “تروث سوشيال” مساء يوم الإثنين في الولايات المتحدة. وأضاف “سيكون أمراً رائعاً للصين ولجميع الأطراف المعنية”. وقد منح ترمب الجمهوري شركة “بايت دانس” ( ByteDance) المالكة لتطبيق التواصل الاجتماعي “تيك توك”، الذي تم تصنيفه بمثابة تهديد للأمن القومي، 75 يوماً لإيجاد شريك في الولايات المتحدة لمواصلة في العمل في البلاد.
استراتيجية الصين
اتسم رد فعل الصين على إعلان ترمب الأولي عن التعريفات الجمركية- والذي جاء في منتصف عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي تستمر أسبوعاً- بأنه هادئ نسبياً. أصدرت وزارة التجارة الصينية بياناً أعربت فيه عن “استيائها” الشديد وتعهدت باتخاذ “إجراءات مضادة غير محددة”، في حين قالت إن الصين ستقدم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية.
رد فعل الصين لم يكن غريباً، بل يتماشى مع التوقعات أو السلوكيات السابقة. خلال الحرب التجارية الأولى، كانت بكين ترد عادة فقط بعد أن تصبح التعريفات الجمركية قانوناً. ولكن قد لا تتبع نفس الاستراتيجية هذه المرة نظراً لأن الاقتصاد في حالة أسوأ كما أنها تصدر منتجات أقل مباشرة إلى الولايات المتحدة.
تملك الصين أيضاً المزيد من الأدوات المتاحة إذا اختارت الرد. على سبيل المثال، تمنح سلسلة من القوانين التي تم تمريرها منذ ولاية ترمب الأولى بكين نفوذاً أكبر على الصفقات التجارية المحلية باسم الأمن القومي.
اقرأ المزيد: الصين ترد على ترمب برسوم على المنتجات الأميركية وتحقيق مع “جوجل”
أصدر ترمب أمراً خلال عطلة نهاية الأسبوع، يطلب من الصين استخدام شبكتها الواسعة للمراقبة لوقف المنظمات الإجرامية التي تسهل تهريب المخدرات غير المشروعة. لم يقدم ترمب تفاصيل حول كيفية تنفيذ الصين الأمر، مما يجعل شي جين بينغ لا يمتلك مساراً واضحاً لتجنب التعريفات الجمركية، خاصة وأن بكين قد تعهدت بالفعل باتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات الكيميائية المحلية المشاركة في إنتاج المواد الأفيونية الاصطناعية القاتلة.
قال جون جونغ، أستاذ بجامعة الأعمال والاقتصاد الدولية في بكين، والذي عمل مستشاراً لوزارة التجارة الصينية: “فيما يتعلق بمشكلة الفنتانيل، يمكن للصين أن تبذل الكثير من الجهود لإرضاء الرئيس ترمب. بالنسبة لي، هذا أمر بديهي”. أوضح “بالمقارنة مع التعريفة الجمركية بنسبة 10% على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، فإن القضاء التام على صناعة الفنتانيل في الصين يستحق ذلك تماماً”.
اقرأ المزيد: نائب ترمب يبحث مع نظيره الصيني شؤون التجارة ومكافحة المخدرات
في السنوات الأخيرة، نسقت الصين والولايات المتحدة جهودهما بشأن مسألة الفنتانيل، بما في ذلك من خلال مجموعة عمل لمكافحة المخدرات أُطلقت في يناير 2024.في العام السابق، وافقت الحكومتان على استئناف التعاون للحد من تدفق الأفيون الصناعي ومُسَتَخْدَمَاتِه إلى الولايات المتحدة، حيث قامت إدارة بايدن بإزالة مختبر شرطة صيني من قائمة العقوبات وهو ما يعد تنازلاً في سياق التعاون بين البلدين.
رحبت إدارة بايدن بجهود الصين في نوفمبر، قائلة إن بكين أغلقت المنصات والشركات عبر الإنترنت التي تزود المواد الكيميائية الأولية للمخدرات الاصطناعية، فضلاً عن اعتقال أشخاص مرتبطين بالتجارة غير المشروعة.
اقرأ المزيد: ترمب ورئيس الصين يبحثان هاتفياً قضايا التجارة و”تيك توك”: مناقشات جيدة
تحدث ترمب و شي آخر مرة قبل تنصيب الرئيس الأميركي للمرة الثانية، في مكالمة هاتفية ناقشا خلالها التجارة والفنتانيل و”تيك توك”. وصف ترمب تلك المكالمة بأنها “جيدة جداً”، لكن بعد أيام من ذلك، ألقى تهديدات بفرض تعريفات جمركية على الصين.
تساءلت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن مبررات ترمب فرض الرسوم الجمركية، محذرة من أن ربط مسائل الفنتانيل والتجارة، سيجعل “إدارة هذه المشكلة أكثر صعوبة”. وفي مقال نشرته محطة تلفزيون الصين المركزي مساء الاثنين، تساءلت: “ما هي العلاقة المنطقية بين الفنتانيل والرسوم الجمركية؟ وأضافت “العالم لن يتمكن من إيجاد حل لهذا السؤال غير المعقول”.