“شيفرون” ترفع التوزيعات رغم الأرباح المخيبة بسبب تراجع النفط
رفعت شركة “شيفرون” توزيعات أرباحها بنسبة 5% رغم تحقيق أرباح دون التوقعات، وسط تراجع أسعار النفط وهوامش تكرير الوقود.
بلغت الأرباح المعدلة للربع الرابع 2.06 دولار للسهم، أي أقل بمقدار 5 سنتات عن متوسط تقديرات المحللين في استطلاع أجرته “بلومبرغ”. جاء هذا التراجع بعد يوم واحد من إعلان منافستها “شل” (Shell) أيضاً عن أرباح مخيبة للآمال في نهاية العام.
على الرغم من النتائج الضعيفة يراهن الرئيس التنفيذي لـ”شيفرون”، مايك ويرث، على أن بدء تشغيل مشروع “تنجيز” العملاق في كازاخستان، وضبط الإنفاق الرأسمالي مجدداً سيساعدان في تعزيز الوضع المالي وسط حالة عدم اليقين بشأن العرض والطلب العالمي.
محاولات لتعزيز قدرات “شيفرون”
قال ويرث في مقابلة: “نعمل على تعزيز قدراتنا تدريجياً، ولدينا تدفقات نقدية حرة بقيمة 10 مليارات دولار إضافية بحلول نهاية 2026″. وأضاف أن مشاريع جديدة في كازاخستان و”خليج أميركا” الذي تم تغيير اسمه مؤخراً، ستساهم في هذا النمو.
تظهر مؤشرات على نجاح خطته، إذ ارتفعت أسهم “شيفرون” بنحو 8% منذ بداية العام، متفوقة على مكاسب “إكسون موبيل” (Exxon Mobil) التي بلغت 1.9%. ويُتوقع أن يرتفع إنتاج مشروع “تنجيز” الذي تمتلك “شيفرون” حصة 50% فيه وتديره، ليصل إلى مليون برميل يومياً في وقت لاحق من العام الجاري.
بلغ متوسط سعر خام برنت نحو 74 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من العام الماضي متراجعاً بنسبة 11% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023، ما زاد الضغوط على قدرة الشركات على تمويل توزيعات الأرباح الكبيرة دون اللجوء إلى الديون. كما تقلصت هوامش التكرير.
اقرأ أيضاً: “شيفرون” تعتزم خفض التكاليف 3 مليارات دولار في خطة قد تتضمن تقليص الوظائف
وخلال الربع الأخير، حققت “شيفرون” تدفقات نقدية حرة بقيمة 4.4 مليار دولار، وهو رقم يقل عن 7.5 مليار دولار أنفقتها الشركة على توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم. أشار ويرث سابقاً إلى تفضيله إعادة شراء الأسهم عبر دورات أسعار السلع، حتى لو تطلب الأمر زيادة الديون.
“شيفرون” تخفض الإنفاق الرأسمالي
للمرة الأولى منذ الجائحة، ستخفض “شيفرون” إنفاقها الرأسمالي هذا العام، في خطوة تعكس سعيها للاستفادة من التدفقات النقدية في حوض برميان مع إبطاء وتيرة النمو، وذلك على عكس “إكسون موبيل” التي تواصل زيادة إنفاقها سعياً لتحقيق نمو طويل الأجل.
عانت أسهم “شيفرون” العام الماضي بعد تعثر صفقة استحواذها البالغة قيمتها 53 مليار دولار على “هيس كورب” (Hess Corp) بسبب قضية تحكيم رفعتها “إكسون” التي تدعي امتلاكها حق الشفعة للاستحواذ على حصة “هيس” البالغة 30% في حقل “ستابروك” البحري في غيانا. ومن المقرر أن تُنظر القضية في مايو على أن يصدر الحكم فيها بحلول سبتمبر.
تمثل “هيس” ركيزة أساسية في استراتيجية “شيفرون”؛ لأنها توفر نمواً طويل الأجل يمتد حتى ثلاثينيات القرن الحالي. وأوضح ويرث في المقابلة أنه لا يوجد احتمال كبير للتوصل إلى تسوية بالتفاوض مع “إكسون”.
قال: “كانت هناك محاولات في البداية لإيجاد حل، لكن يبدو أن وقتها انتهى، ونحن متجهون الآن إلى التحكيم”.
عند الإعلان عن الصفقة مع “هيس” في أكتوبر 2023، وصف ويرث حقل “ستابروك” بأنه “أكثر أصول النمو جاذبية في الصناعة وأطولها عمراً”. وأصبح إتمام الصفقة أكثر أهمية بالنسبة لـ”شيفرون” بعد فشلها في العثور على النفط أو الغاز الطبيعي في بئر كانت تترقب نتائجها بشدة في ناميبيا.
وعلى الرغم من ذلك، تخطط “شيفرون” لمواصلة عمليات الاستكشاف في ناميبيا، حيث قال ويرث: “نادراً ما تُكتشف احتياطيات ضخمة في أول بئر يتم حفرها في حوض جديد، وفي رقعة استكشاف كبيرة”. واختتم: “ما نبحث عنه حقاً هو المعلومات لفهم المنطقة بشكل أعمق، وهذه منطقة تمتلك نظاماً بترولياً راسخاً”.