روسيا تعرض المساعدة في إعادة إعمار سوريا للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين
أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، في وقت تواصل مساعيها للتوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة في البلاد للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين حيويتين، وفقاً لأحد كبار مستشاري سياسة الشرق الأوسط للحكومة الروسية.
الكرملين يسعى للحفاظ على قدر من النفوذ في سوريا بعد الإطاحة بحليفه الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي على يد المتمردين الإسلاميين السابقين الذين يديرون البلاد الآن. ومكنت القاعدتين العسكريتين -ميناء بحري في طرطوس ومطار في حميميم- موسكو من بسط نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وستكون خسارتها بمثابة نكسة استراتيجية كبيرة.
اقرأ أيضاً: آمال روسيا بالحفاظ على قاعدتين عسكريتين في سوريا تتلاشى مع تعثر المحادثات
وقال فيتالي نعومكين في مقابلة هاتفية من موسكو يوم الجمعة إن “روسيا مستعدة لمساعدة سوريا في إعادة بناء اقتصادها”. وأضاف: “سنتمكن من التوصل إلى حل وسط”، وستستفيد السلطات الجديدة في دمشق من الحفاظ على العلاقات مع موسكو، بما في ذلك الإمدادات العسكرية المحتملة.
جهود روسيا لاستعادة العلاقات
ساعدت روسيا الأسد على الفرار من سوريا، ومنحته حق اللجوء في موسكو. وترأس الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وفداً إلى دمشق لإجراء أول محادثات مباشرة مع القيادة السورية الجديدة يوم الثلاثاء.
وطالب المسؤولون السوريون باتخاذ “إجراءات ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي” كجزء من الجهود الروسية لاستعادة العلاقات.
اقرأ المزيد: سوريا تطالب موسكو بتعويضات بعد تعثر المحادثات بشأن القواعد العسكرية
قال بوغدانوف للصحفيين بعد المحادثات إنه لم يُحرز أي تقدم بشأن الحفاظ على القاعدتين الروسيتين، وأشار إلى أن المفاوضات ستستمر. وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة طرطوس هي المركز البحري الروسي الوحيد في البحر الأبيض المتوسط، فيما تُعد “حميميم” قاعدة إعادة إمداد رئيسية لأنشطة موسكو في أجزاء كثيرة من أفريقيا.
سوريا لا تزال في أمس الحاجة للأموال المخصصة لإعادة الإعمار، كما أنها ورثت 8 مليارات دولار من الديون المستحقة لروسيا من نظام الأسد، وفق تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لصحيفة “فايننشال تايمز” في مقابلة نُشرت في 22 يناير.
تخفيف العقوبات على سوريا
توصل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي هذا الأسبوع بشأن خارطة طريق لتخفيف العقوبات تدريجياً على سوريا. ويكثف الاتحاد الأوروبي جهوده لبناء علاقات مع قادة سوريا الجدد بينما يسعى أيضاً إلى إقناعهم بالحد من نفوذ روسيا.
ودافع نومكين، وهو المدير الأكاديمي لمعهد الدراسات الشرقية الذي تديره الدولة في موسكو، عن تعميق العلاقات بين روسيا وإيران، بعد أن وقع البلدان على اتفاقية شراكة استراتيجية جديدة الشهر الماضي تتضمن روابط دفاعية أوثق.
نقلت شبكة أخبار الطلاب الإيرانية شبه الرسمية هذا الأسبوع عن قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني قوله إن طهران اشترت طائرات حربية متطورة من طراز “Su-35” من روسيا، بهدف تحديث القوات الجوية في البلاد التي يعود قدمها لعقود، رغم أنه لم يذكر عدد الطائرات أو متى سيتم تسليمها.
وقال نعومكين، وهو أيضاً عضو في “نادي فالداي للنقاشات” في روسيا، الذي يعقد مؤتمره السنوي حول الشرق الأوسط الأسبوع المقبل: “هذا لن يغير ميزان القوى في المنطقة”. واختتم: “هذه الطائرات لن تُستخدم في أعمال عدائية ضد دول المنطقة”.