وصلت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات التي فُرضت ضمن أشد جولات القيود الأميركية على قطاع الطاقة الروسية إلى ميناء كوزمينو الروسي، لتصبح أول سفينة من هذا النوع ترسو هناك لتحميل شحنة من النفط الخام.
الناقلة “لي باي” (Li Bai)، وهي سفينة من طراز “سويزماكس” الأضخم الذي يمكنه عبور قناة السويس ترفع علم بنما، وصلت إلى الميناء الواقع في الشرق الأقصى اليوم، وفق بيانات تتبع السفن من “بلومبرغ” و”كبلر”. السفينة تقوم بتحميل حوالي 733 ألف برميل من خام “إسبو”، وتشير بياناتها إلى أن وجهتها التالية هي الهند، رغم أن ذلك قد يتغير.
حزمة العقوبات الجديدة
أثارت حزمة العقوبات الجديدة اضطراباً في سوق النفط العالمي، إذ ارتفعت العقود المستقبلية وزادت تكاليف الشحن -بما فيها الرحلات من كوزمينو- كما بدأ بعض العملاء البحث عن مصادر بديلة للإمدادات. رغم ذلك، تشير رحلة الناقلة “لي باي” إلى استمرار رغبة المشترين والبائعين في تداول النفط الروسي، وستتم مراقبة تحركاتها عن كثب لمعرفة مدى نجاعة القيود الجديدة.
إقرأ المزيد: العقوبات الأميركية على النفط الروسي تقفز بأسعار ناقلات الشحن
ما تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن الإطار الزمني وظروف تنفيذ العقوبات، وكيف ستتجاوب السلطات. أعلنت واشنطن أنه إذا تم تحميل الشحنة على ناقلة خاضعة للعقوبات قبل 10 يناير الجاري، فإنه يمكن تفريغ تلك البراميل حتى 27 فبراير. أبدت نيودلهي، أحد أكبر المشترين للنفط الروسي، نيتها الالتزام بهذه القاعدة.
تظهر بيانات تتبع السفن أن الجولات السابقة من العقوبات كانت شديدة الاضطراب، مما دفع المشترين الصينيين والهنود إلى توخي الحذر لتجنب انتهاك القواعد الأميركية. منذ أن بدأت الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات على الناقلات المشاركة في تجارة النفط الروسي خلال أكتوبر 2023، تحركت فقط ناقلتان من بين 39 ناقلة مستهدفة قبل الأسبوع الماضي أكثر من شحنة واحدة.
يمثل ميناء كوزمينو عقدة بحرية رئيسية في شبكة تصدير روسيا، حيث يتولى التعامل مع صادرات خام “إسبو”، وهو صنف سُمّي وفقاً للأحرف الأولى من خط الأنابيب الذي ينقل النفط من شرق سيبيريا إلى المحيط الهادئ. وبمعدل يبلغ حوالي 900 ألف برميل يومياً، يُعد الميناء أكبر نقطة تصدير فردية للنفط في البلاد.
السوق الصينية
تُعد الصين أيضاً زبوناً رئيسياً، حيث تُعتبر موانئ مقاطعة شاندونغ الشرقية مركزاً لاستقبال الشحنات الآتية من كوزمينو. خلال الأسبوع الحالي، فرغت الناقلة ميرمار، التي شملتها العقوبات المفروضة الأسبوع الماضي، حمولتها من خام “إسبو” في أحد موانئ شاندونغ.
كما أظهرت البيانات أن 3 ناقلات أخرى خضعت للعقوبات مؤخراً قد زارت ميناءً آخر في الشرق الأقصى الروسي. رست الناقلة “زاليف بايكال” في “ساخالين 2” بتاريخ 11 يناير الحالي وهي في طريقها إلى ميناء صيني. رست الناقلتان بافيل تشيرنيش وفيكتور كونيتسكي، في “ساخالين 1” يومي 11 و18 يناير الجاري على الترتيب. تُبحر الناقلة بافيل تشيرنيش حالياً صوب ميناء هندي، في حين أن فيكتور كونيتسكي متجهة إلى الصين.
